فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الأول
فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الأول |
علم |الآثار| و|الحفريات|
ما هو علم الآثار (|Archaeology|)؟
يمكن تعريف علم الآثار بأنه العلم الذي يبحث في كل ما تركه الإنسان منذ نشأته على الأرض من بقايا ولقى وأدواتٍ ومبانٍ ومدافن ومخطوطاتٍ وأي شيءٍ آخر، أي أنّه دراسةٌ علميةٌ منهجية لكل بقايا الحضارات القديمة، ويسمّيه البعض بعلم "العاديات" نسبةً إلى قبيلة عاد التي أُبيدت عن بكرة أبيها بحسب ما جاء في القرآن الكريم. وتكمن أهمية علم الآثار في أنّه يلقي الكثير من الضوء على القيمة المادية والثقافية لكل ما تركه الإنسان عبر العصور، وكذلك يتحقق علم الآثار من صحة المعلومات المنقولة إلينا بطريقةٍ او بأخرى، بالإضافة للمعلومات الكثيرة التي يوفرّها حول حضارات المجتمعات القديمة وطريقة حياتها وظهورها وتطوّرها، فهو يعكس لنا رحلة الإنسان منذ نشأته وحتى الآن.
تطورات علم الآثار:
لقد تطوّر علم الآثار كثيراً منذ نشأته فاختلفت طرقه وتعدّدت أنواعه وأدواته وسبله، وخاصةً مع بداية القرن العشرين الذي شهد الكثير من الاكتشافات الأثرية في مختلف نواحي الأرض من الصين إلى القارّة الأمريكية مروراً بالسند وإفريقيا وغيرها، ولا يخفى دور الآلات والتقنيات الجديدة التي وفّرتها الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات منذ منتصف القرن العشرين في تطّرّ وازدهار علم الآثار وعلم الحفريات.
أهداف علم الآثار:
يهدف علم الآثار إلى دراسة ومعرفة تفاصيل حياة الشعوب الغابرة وأسباب نشأة الحضارات وعوامل ازدهارها وكيفية انتهائها، اعتماداً على كل ما تركته تلك الشعوب، بدءً من الصروح والمباني والمعابد، وانتهاءً ببضعة حبّاتٍ من الحبوب المتحجرة. ويعتبر علم الآثار الوسيلة الوحيدة لمعرفة كيف عاشت الشعوب القديمة قبل اختراع الكتابة، كما أنّه يعطينا الكثير من المعلومات التي تزيد معرفتنا بالشعوب التي تركت لنا نصوصاً مكتوبةً بشكلٍ أو بآخر.
يمكن اعتبار علم الآثار بأنه خليطٌ من علم التاريخ وعلم الاجتماع وعلم الإنسان الذي يبحث في دراسة الجنس البشري وتراثه المادي والحضاري والمعرفي، ولكنه يهتم أكثر بمعرفة كيفية تطور الحضارات والأسباب الرئيسية وراء تلك التطورات، فمثلاً يبحث علماء الآثار عن الأسباب التي دفعت البشر إلى بناء المدن وكيفية اختيار الطرق التجارية بينها، كما يبحثون عن أسباب اختفاء بعض الحضارات القديمة مثل حضارة المايا.
ما هي الأدلة الأثرية؟
يمكن وصف أي شيء تركته الشعوب القديمة بأنه دليل أثري، ويمكن عموماً ترتيب جميع الأدلة الأثرية ضمن ما يلي:
1) |اللقى الأثرية|:
وتصنّف إلى لقى طبيعية ولقى مصنوعة:
أما اللقى المصنوعة فهي كل ما تركه الإنسان من أدواتٍ قام بصنعها مثل أدوات الحرب وأدوات الصيد والزراعة وغيرها، وتسمى مثل تلك الأدوات باللقى المنقولة
أما اللقى الثابتة فهي المباني والمعابد والمقابر وغيرها، ويقصد باللقى الطبيعية تلك المواد الطبيعية الموجودة بجانب اللقى المصنوعة، ويهتم بها علماء الآثار لأسبابٍ كثيرةٍ من أهمها أنها تسمح لهم بمعرفة عمر اللقى المصنوعة.
2) الرُّسُوم والمخطوطات المكتوبة أو المحفورة:
وهي تعطي الكثير من المعلومات عن حياة تلك الشعوب وثقافاتهم ومختلف عقائدهم ومعتقداتهم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك