فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الثاني
فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات - الجزء الثاني |
استكمالاً لما تكلمنا عنه سابقاً حول فهم واستكشاف علم الآثار والحفريات ....
الموقع الأثري
ما هو الموقع الأثري؟
يمكن تسمية كل مكان يتم فيه العثور على أي دليل أثري بالموقع الأثري، وتختلف أهمية المواقع الأثرية بحسب أهمية الأدلة التي تحتويها، وتعطينا المواقع الأثرية الكثير من المعلومات عن طريقة عيش الشعوب التي استوطنت تلك المواقع يوماً ما، وعن أسلوب عيشهم والأنماط التي اتبعوها لتنظيم حياتهم وكيفية تقسيم المجتمعات و|الطبقات الاجتماعية|.
تتواجد بعض المواقع الأثرية فوق سطح الأرض، ولكن معظمها مدفونٌ تحت الرمال والأتربة، أو حتى في أعماق البحار والمحيطات، أو ربما جرفتها السيول والأنهار، وعلى عالم الآثار أن يعرف أين يبحث عنها، وكيف يصل إليها ويستخرج ما فيها دون التسبب بتلفها أو ضياعها. ولذلك فقد تم العثور على الكثير من المواقع الأثرية بسهولةٍ لأنها مرئيةٌ بالعين المجردة، أو لأنها مذكورةٌ في أماكن أخرى تدل عليها وعلى موقعها، كما تم اكتشاف الكثير منها بالصدفة فقط، أما معظمها فيتم اكتشافه بعد الكثير من البحث والدراسة والتحليل.
ما هي الطرق المستخدمة لاكتشاف المواقع الأثرية؟
يستخدم علماء الآثار الكثير من الطرق المختلفة والمتنوعة في بحثهم عن المواقع الأثرية، فكثيرا ما يقومون بمسح منطقةٍ ما سيراً على الأقدام، أو باستخدام الطائرات والمسح الفضائي، وحديثاً تم ابتكار الكثير من التجهيزات التي تساعد علماء الآثار في عملهم، مثل أجهزة الكشف عن المعادن المدفونة، والمسح بالموجات الزلزالية، والمسح الشعاعي من |الأقمار الصناعية| وأنظمة |الرادار| و|السونار| وغيرها.
ولكن مهما كانت الطريقة المتبعة لتحديد الموقع الأثري فلا بد من العودة للطريقة التقليدية بالسير على الأقدام من أجل عدم تفويت أية تفاصيل دقيقة أو الإساءة إليها بشكلٍ أو بآخر.
وعند توصيف موقعٍ ما كموقعٍ أثري، فيجب تسجيل ذلك في سجلاتٍ رسمية، كما يتم تصوير الموقع من عدة زوايا، ثم يقوم المختصون برسم الخرائط له، وقد يقومون بتقسيم الموقع إلى مربّعات ويسجّلون ضمن كل مربع معلوماتٍ عما وجدوه فيه ....
كيف يتم التنقيب ضمن الموقع الأثري؟
تختلف أساليب و|أدوات التنقيب| حسب حجم الموقع وطبيعته الجغرافية وطبيعة موجوداته، فالبحث في |الكهوف| ليس مثل البحث في القصور والمعابد، وليس كالبحث تحت الماء وإلى ما هنالك، وتبعاً لذلك تختلف الأدوات المستخدمة في التنقيب، فقد يكتفي المنقّب بفرشاةٍ صغيرةٍ فقط، وقد يحتاج إلى استخدام المعاول والأسافين، وأحياناً يحتاج إلى معدات حفرٍ ونقلٍ ثقيلةٍ ومتطورة.
ولكن مهما كان أسلوب التنقيب والأدوات المستخدمة فيه فيجب دائماً اتباع جميع تدابير الحيطة والحذر للحفاظ على الموقع وما قد يوجد فيه، وكذلك على سلامة العاملين في التنقيب.
كيف يتم توثيق اللقى الأثرية؟
بعد العثور على اللقى الأثرية واستخراجها بعنايةٍ يتم توصيفها وتصنيفها حسب أنواعها ومواقعها، ثم يتم نقل اللقى المنقولة إلى مختبرٍ خاصٍ لتنظيفها وتدوين المعلومات الخاصة بها، وكذلك يتم تأمين كافة المستلزمات اللازمة لحفظها دون تعريضها للأذى، وتترافق كل تلك المراحل مع التقاط الصور وتدوين الملاحظات اللازمة، وكثيراً ما يتم نقل اللقى إلى المتاحف الأثرية لعرضها على الناس وتعريفهم بها، وقد أصبحت تجارة الآثار بكل أسفٍ رائجةً جداً في بعض المناطق التي تكثر فيها الصراعات وتضعف فيها سيطرة الدولة مثلما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي لها.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك