مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 10:14:00 م

 رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الخامس


رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الخامس
رحلة العلم منذ العصر الحجري _ الجزء الخامس


استكمالاً لما تكلمنا عنه سابقاً حول رحلة العلم منذ العصر الحجري ....


|عصر التنوير| وما تلاه:


بداية عصر التنوير:

 في القرن الثامن عشر وصلت العقلية الأوروبية إلى مرحلةٍ من النضج والتنوير دفعته إلى ثورةٍ حقيقةٍ على كل القيود المفروضة عليها فاستطاع الإنسان أن ينعتق من سلطة الدين والكنسية الكهنوتية ومن سلطة الدولة المستبدة بعد الثورة الفرنسية في عام 1789 التي تجاوزت حدود فرنسا وعمّت أفكارها كلَّ أوروبا فامتلك العقل الأوروبي بذلك الجرأة الكافية للتفكير في كل شيء فظهرت مفاهيمٌ جديدةٌ مثل الكهرباء و المغناطيسية والإشعاع والطاقة النووية، كما تعمّق فهم مكونات المادة وعناصرها الأساسية، وبقدر ما غاص الفكر في دقائق الذّرّات وما هو أصغر منها كذلك أطلق أفكاره باتجاه الفضاء وراح يسبر أغواره ويغيّر معارف البشرية حوله، وقد بلغت جرأة الفكر حدوداً غير مسبوقةٍ سمحت لتشارلز داروين بطرح نظرية التطوّر في كتابه الشهير أصل الأنواع الذي أحدث ضجةً كبيرةً هزّت العالم ولا زالت آثارها قائمةً حتى الآن بين مؤيدٍ ومعارض.


انطلاقة العقل البشري:

وهكذا انطلق العقل البشري وخاصةً الأوروبي نحو آفاقٍ جديدةٍ لم يحلم بها من قبل ولم تسمح له القيود التي كانت ترهقه من التطّلع إليها والتفكير فيها، حتى استطاع الإنسان غزو الفضاء وبعض الكواكب كما أطلق مركباته وأجهزته إلى حدود المجموعة الشمسية وما بعدها، ولا ننسى الجوانب الكثيرة التي تقدم فيها العلم فأنقذ البشرية من الكثير من الأمراض والأوبئة، وسمح بتحسين أنواع الغذاء والرعاية الصحية، كذلك ظهرت وازدهرت الهندسة الوراثية وفتحت آفاقاً جديدةً أمام أنواعٍ محسنةٍ من النباتات والحيوانات وقدمت الكثير من الوعود والآمال بشأن الصحة العامة ومحاربة الأمراض، إضافةً إلى الأشكال المتنوعة للطاقة وما تقدمه من آمالٍ وتطلعاتٍ نحو مستقبلٍ أفضل، عداك عن التطورات الكثيرة في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا ووسائل النقل خاصةً بعد اختراع الحاسب الرقمي وتطويره وبناء الكثير من الآلات بالاعتماد عليه وعلى ما يُعرف اليوم بالذكاء الصناعي. ولعلّ من أهم الإنجازات التي حققتها البشرية في العصر الحديث هو بناء النظريات حول نشأة الكون والإنسان لأول مرةٍ بعيداً عن المعتقدات المسبقة والمطروحات والتصورات التي تقدمها مختلف الأديان على كل تنوعها واختلافها، فأين نحن اليوم من كل ذلك؟ وكيف يُعقل أن نجد من يحارب العلم ويقلّل من شأنه في بناء مستقبلٍ أفضل للبشرية؟


في الختام وبعد كل ما قدمته بشكلٍ سريعٍ ومختصرٍ يبقى سؤالٌ واحدٌ على القارئ أن يجيب عنه هو " ما هو العامل الأساسي الذي سمح للعلم بأن يصل بالإنسان إلى ما وصل إليه اليوم؟" 

إن كنت تمتلك الإجابة فشاركنا بها لكي تعم الفائدة.


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

  


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.