الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الأول
الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الأول |
|الذرة| وما تعريفها:
البدايات:
منذ آلاف السنين وجد الإنسان نفسه أمام تحدياتٍ كثيرةٍ لكي يحمي نفسه و أفراد عائلته من الأخطار المحيطة به من كل جانب، فكان عليه تأمين الماء و الغذاء و المأوى الذي يحميه من الحيوانات المفترسة و من قوى الطبيعة التي بدأت تقلقه وتثير فيه الكثير من التساؤلات فكان عليه إعمال عقله الذي ميّزه عن بقية المخلوقات لكي يفهم اكثر ويبتكر الوسائل التي تعينه على مشاق الحياة.
وبعد تجاوز مشكلة الكفاح كان عليه العمل كثيراً قبل أن ينتقل لمرحلة التفكير وكان عليه الاستجابة للطبيعة وتحدياتها قبل أن يفهمها ولعل من أكبر التحديات التي واجهها أجدادنا لضمان بقائهم أولاً ثم لضمان قوتهم وسيطرتهم فيما بعد كان فهم هذا العالم و معرفة مكوناته، فكان البشر ميّالون دائماً لفكرة أن كل المواد في الطبيعة تتكون من مادةٍ واحدة ولكن تحديد تلك المادة بقي هاجساً لقرونٍ طويلة حتى عهد الإغريق حيث افترض طاليس أن الماء هو المكون الأساسي الذي يتكون منه كل شيء، ولكن أنكسمندر افترض أن المادة التي تكوّن كل شيءٍ يجب أن تختلف عن كل شيء فافترض وجود مادة أساسية أسماها أبيرون، ثم افترض أنكسمندر أن الهواء هو المادة الأساسية، حتى جاء هيروقليطس و قال إن المادة الأساسية خالدة ولا تفنى فافترض أنها تبدأ من النار، بعد ذلك تبلورت فكرة جديدة طرحها أميدوقليس مفادها أن كل شيءٍ في الطبيعة يتكون من أربع موادٍ أساسية تمتزج مع بعضها بنسبٍ متفاوتةٍ لتشكيل باقي المواد وتلك المواد هي الماء و النار و الهواء و التراب، وقد تسللت هذه إلى الفكرة إلى الكثير من الحضارات التالية وبقيت شائعة لفترةٍ طويلةٍ وقد أضيف فيما بعد ما يعرف بالعنصر الخامس الذي يجمع تلك المواد الأربعة ويوحدها.
النظرية الذرية الأولى:
إن أول نظريةٍ ذريةٍ تصف المادة بطريقة علمية تُنسب إلى ديمقريطس وهي ترتكز على نقطتين:
1) الحقائق المطلقة هي الذرات و الفراغ.
2) كل الأجسام تتكون من جسيماتٍ صغيرةٍ جداً لا يمكن تقسيمها تسمى ذرات (Atomos) أي الجزء الذي لا يتجزأ.
وقد وضع ديممقريطس ستة أركان لوصف نظريته هي:
1) الذرات صغيرةٌ جداً بحيث لا يمكن رؤيتها.
2) الذرات لا تقبل التقسيم.
3) الذرات ممتلئة ولا تحوي أية فراغات.
4) الذرات خالدة على عكس الأشياء التي تتكون منها.
5) يوجد فراغٌ بين الذرات يسمح لها بالحركة في كل الاتجاهات.
6) يوجد عددٌ لا نهائيٌ من أشكال و أحجام الذرات.
بعد ذلك بحوالي قرن جاء الفيلسوف الشهير أرسطو وأسقط نظرية ديمقريطس فزعم أن المادة يمكن أن تنقسم بشكلٍ غير نهائي كما انتقد فكرة وجود الفراغات بين الذرات استناداً إلى قانونٍ وضعه بنفسه و عُرف بالقانون الأرسطي للحركة مفاده:" إذا كانت الذرات تتحرك في الفراغ ونعرف أن مقاومة الفراغ للحركة معدومة فهذا يعني أن سرعة تلك الذرات غير نهائية وهذا مستحيل"، وبذلك أنهى أرسطو نظرية ديمقريطس الذرية و أعاد فكرة العناصر الأربعة التي تكوّن كل شيء.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك