الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الثاني
الذرة من الألف إلى الياء - الجزء الثاني |
تتمة لما تكلمنا عنه سابقاً حول الذرة من الألف إلى الياء.....
تطور المعرفة حول الذرات:
حضارات و أفكار جديدة:
مع نشوء الدولة الإسلامية و استقرارها بدأ العلماء المسلمون بنقل علوم الإغريق ومعارفهم وتطويرها فساهم البتاني في تطوير علم الفلك ودرس ابن يونس ظاهرتي الكسوف و الخسوف و ألّف ابن سينا كتاب القانون في الطب وأصبح الطبيب الأشهر بعد أبقراط، و أسس ابن الهيثم علم البصريات وبرع جابر بن حيان في الكيمياء معتمداً على التجارِب العلمية مخالفاً منهج أرسطو المعتمد على الحدس و المنطق ولكن لم يضف المسلمون أية أفكارٍ جديدة لتفسير المادة وفهم مكوناتها.وبذلك بقي المفهوم الذي وضعه أرسطو سائداً حتى عصر النهضة الأوروبية وتحديداً بعد الجهود الكبيرة التي بذلها العالم و الفيلسوف الفرنسي ديكارت لرسم ملامح المنهج العلمي الحديث وقد وضع تصوراً للمادة بأنها قابلة للتقسيم بشكلٍ غير نهائي ولكنها تتكون من عناصر غير قابلة للحركة، وقد خالفه الكثيرون ذلك الرأي مثل بويل و نيوتن اللذين اعتنقا نظرية ديمقريطس مع إضافة أن الله خلق الذرات ومنحها حركتها و خصائصها وبذلك اندثرت نهائياً فكرة العناصر الأساسية الأربعة المكونة للمادة خاصة بعد ما طرحه العالم السويسري برنولي بأن الهواء وجميع الغازات تتكون من جسيمات صغيرة تتحرك باستمرارٍ متصادمةً مع بعضها في كل الاتجاهات.
البحوث والتجارب:
بعد ذلك كثرت البحوث و التجارِب حتى اكتشف شارل شيل وبريستلي منفصلين الغاز الذي لا يتم الاحتراق بدونه وهو ما سمي فيما بعد بغاز الأكسجين.
و بعدها جاء عصر العالم الشهير لافوازيه الذي لقب بأبي الكيمياء الحديثة لأنه أحدث ثورة جديدةً في علم الكيمياء حيث نظّم و صنّف كل المعلومات الكيميائية القديمة واطلق تسمية عنصر كيميائي و وضع نموذجاً لاستعمال المعادلات الكيميائية وصاغ قانون حفظ الكتلة الذي ينص على أن مجموع كتل المواد الداخلة في التفاعل يساوي مجموع كتل المواد الناتجة عن التفاعل.
ثم استمرت التجارب حتى تبين بأن بعض المواد تتحد مع بعضها لتشكيل موادٍ أخرى كما يمكن تفكيك بعض المواد للحصول على العناصر التي تكونها بينما لا يمكن تفكيك بعض المواد.
|النظرية الذرية| الثانية:
في عام 1808 جمع العالم جون دالتون كل ما طرحه من سبقوه حول الذرة و أجرى الكثير من الدراسات و التجارب على مكونات الغلاف الجوي و وصل إلى نتيجة مفادها أن جميع المواد الصلبة والسائلة و الغازية تتكون من ذرات وتقوم نظريته على أربعة أركان هي:
1) المادة مكونة من جسيمات صغيرة لا تقبل التقسيم هي الذرات.
2) كل الذرات المكونة لعنصرٍ ما متشابهة ولها نفس الخصائص و الكتلة.
3) ذرات العناصر المختلفة لها خصائصٌ و كتلٌ مختلفة.
4) يمكن لذرات العناصر المختلفة أن تتحد مع بعضها بنسبٍ ثابتةٍ وتشكل عناصر مركبة.
لم تحظ نظرية دالتون بدعم الجميع فبقيت مجرد فرضيةٍ حتى ظهر ما يسمى بأنابيب الأشعة المهبطية.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك