أهم الإنجازات الفلكية الحديثة - الجزء الأول
أهم الإنجازات الفلكية الحديثة - الجزء الأول |
علمٌ مثير:
علم الفلك من أقدم العلوم ومن أكثر العلوم تطوراً في العصر الحديث، فتشير الآثار واللقى إلى أن الإنسان انتبه لعلم الفلك منذ آلاف السنين ونجد ذلك واضحاً في الرسومات التي تركها السومريون والمصريون القدماء مروراً بجميع الحضارات التي عرفتها البشرية فنجدها كلها قد أولت اهتماماً كبيراً بالفلك والأجرام السماوية، وكذلك نجد الكثير من المحاولات لتفسير ما لاحظه الإنسان على مر العصور والكثير من تلك التفسيرات كانت صائبة رغم أنها تعتمد على الدراسة النظرية والمنطقية بحيث لم تتوفر وسائل الرصد و المراقبة إلا في وقت متأخر بعد اختراع التلسكوب.ويمكن القول بأن جميع الاكتشافات والاستنتاجات القديمة كانت مبنيةً على الملاحظات المرئية والاستنتاجات العقلانية فقط.
الطيف المرئي:
ولقد بقي الضوء الوسيلة الرئيسة وربما الوحيدة التي تربطنا مع الفضاء الخارجي، ولقد بقي كذلك لعدة قرون حتى بعد اختراع التلسكوب لأن التلسكوب أصلاً يعتمد على تجميع الضوء لرصد الأجرام البعيدة، وبالتالي فقد كان الضوء الوسيلة الوحيدة التي تسمح لنا برؤية الكون، إلى أن اكتشفنا بأن الضوء مجرد مساحة صغيرة جداً من الأشعة الموجودة في الكون وهو المساحة الوحيدة التي نستطيع رؤيتها بأعيننا ولكن التطور العلمي بيّن لنا بأن الأشعة الموجودة في الكون تكاد لا تحصى وهي مختلفة عن بعضها البعض بعدة جوانب فمن حيث طبيعتها نجد بأن بعضها مجرد موجات كهرطيسية وبعضها مجرد جسيمات صغيرة جداً وبعضها مزيج من الموجات والجسيمات وكلها تنتقل بسرعاتٍ كبيرةٍ جداً ولكل نوعٍ منها ترددٌ معين ولذلك تسمى جميع تلك الإشارات بالطيف الترددي، أما الضوء المرئي منها فيسمى عادةً بالطيف المرئي.
مما يتكون الطيف المرئي؟
يتكون الطيف المرئي من مجموعة كبيرة جداً من الألوان فلكل لونٍ تردد خاصٌ به و بالتالي له طولٌ موجيٌ محدد، وتستطيع العين البشرية تمييز ما يقارب من أربع وستين مليون لون وكل تلك الألوان تتجمع ضمن ما يسمى ألوان الطيف المرئي أو ألوان قوس قزح التي تبدأ باللون الأحمر وتنتهي باللون البنفسجي ولكن بعض الكائنات كبعض الحشرات مثلاً تستطيع رؤية الأشعة فوق البنفسجية.
علمياً كلمة ضوء لا تعني بالضرورة الضوء المرئي بل يمكن إطلاق تسمية ضوء على كل الإشارات الكهرطيسية ويمكن القول: هناك ضوء مرئي وضوء غير مرئي، ولكن معظم ما يصلنا على الأرض هو جزءٌ بسيط من كل الضوء المنتشر في الكون، لأن معظم الأشعة الكونية يتم عكسها أو امتصاصها من قبل الغلاف الجوي للأرض ولذلك فقد بقي الكثير من تلك الأشعة مجهولاً بالنسبة لنا حتى استطعنا مغادرة الأرض إلى الفضاء و تجاوز الغلاف الجوي فأصبحنا قادرين على رصد الأشعة التي يحجبها عنا.
يصنف الضوء غير المرئي بحسب طول الموجة إلى عدد كبير من الأطياف ومن أشهرها الأشعة تحت الحمراء و الأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو والأشعة السينية ( أشعة X ) وأشعة غاما وغيرها.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك