مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 06:49:00 م

كيف نستدل إلى حجم الكون؟ - الجزء الأول

كيف نستدل إلى حجم الكون؟ - الجزء الأول
كيف نستدل إلى حجم الكون؟ - الجزء الأول


أبعاد الكون

 يقول علماء الفيزياء الفلكية بأن الجزء الأكبر من الكون غير مرئيٍ بالنسبة لنا، وبأن حجم الكون المرئي هائلٌ جداً ولا يمكننا تصوره، ولكنه مع ذلك ليس شيئاً أمام حجم الكون الكلّي.

 فكيف يعرفون ذلك وكيف يستدلّون على أبعاد الكون لكي يقيسوا حجمه؟


رحلةٌ إلى القمر:

نحن نعيش على |كوكب الأرض| فلننطلق منها في رحلةٍ عبر الكون لمحاولة الإجابة عن السؤال السابق، فللانتقال إلى أقرب جرمٍ منا وهو القمر سنحتاج لقطع مسافةٍ تزيد عن 354400 كيلومتر، وهي مسافةٌ كافيةٌ لوضع 30 كرةٍ أرضيةٍ فيها كما تكفي لوضع جميع كواكب المجموعة الشمسية، ولفعل ذلك بأسرع المركبات الفضائية الموجودة حالياً سيلزمنا بضع ساعاتٍ للوصول إليه، ولكن دعونا نتخيل بأننا نستطيع السفر بسرعة الضوء فعندها سنحتاج إلى 1.25 ثانية لبلوغ القمر وهذا يعني بأن المسافة بيننا وبين القمر هي 1.25 ثانية ضوئية، وهي أكبر مسافةٍ استطاع الإنسان قطعها حتى الآن عندما وصل إلى القمر ومشى عليه.


مغادرة المجموعة الشمسية:

أما لو أردنا الانتقال إلى المِرِّيخ الذي يبعد عنا بالحد المتوسط 225 مليون كيلو متر فسيلزمنا عشرون دقيقة لفعل ذلك لو انتقلنا بسرعة الضوء وسيلزمنا بضع سنواتٍ بالمركبات العادية.


أما أبعد شيءٍ صنعه الإنسان وأرسله في الفضاء

 فهو المسبار فوياجر1 الذي يبعد الآن عن الأرض حوالي 138 وحدة فلكية، مع العلم أن الوحدة الفلكية هي المسافة بين الأرض والشمس والتي تبلغ 150 مليون كيلومتر بالحد المتوسط، وعندما التقط المسبار فوياجر1 صورةً للأرض من تلك المسافة لم يلتقط إلا صورةً لسحابةٍ من الغبار على شكل حلقة لا يمكن تمييز الأرض فيها وكأنها حبة غبارٍ في كومة رمل، فتخيّلوا بأن الكوكب الذي نعيش عليه بكل ما فيه من متناقضات والذي يحمل كلَّ من نعرفهم وكلَّ شيء عشناه أو عرفناه يوماً والذي احتضن كل قصص العاشقين و الحالمين وكل أفكار العلماء و المفكرين لا يعدو كونه نقطةً في هذا الفضاء من تلك المسافة فقط


فماذا لو ابتعدنا أكثر؟

عندما نصل إلى أقرب مجموعةٍ نجميةٍ منا وهي مجموعة القنطور وأقرب نجمٍ فيها إلينا يدعى بروكسيما سانتورا سنكون قد قطعنا مسافةً لا تقل عن 4.24 سنة ضوئية أي أننا سنحتاج إلى 4.24 سنة لبلوغه لو سرنا بسرعة الضوء، وعند السفر أبعد في الفضاء سيمكننا مغادرة مجرتنا المسماة |درب التبانة| والتي تمتد لأكثر من مئة ألف سنةٍ ضوئية، والتي تحوي أكثر من مئة مليار نجمٍ ومئات المليارات من الكواكب، ولكن كل ما نستطيع رؤيته بالعين المجردة من كوكب الأرض لا يزيد عن 1% من نجوم مجرتنا فقط.


اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.