أهم الإنجازات الفلكية الحديثة - الجزء الخامس
أهم الإنجازات الفلكية الحديثة - الجزء الخامس |
تتمة لما تكلمنا عنه سابقا حول أهم الإنجازات الفلكية الحديثة ......
اكتشاف أمواج الجاذبية:
حدث ذلك في عام 2015 عند مراقبة اندماج ثقبين أسودين على بعد 1.3 مليار سنة ضوئية وتكوين ثقب أسود عملاق بحيث انطلق جزء ضئيل جداً من طاقة الثقبين على شكل موجة جاذبية تمكنّا من رصدها على الأرض، وتعتبر التقنية المستخدمة لذلك متطورة ومعقدة جداً. ويعتبر هذا الاكتشاف بمنزلة ثورة علميةٍ جديدة أكدت مجدداً تنبؤات النظرية النسبية العامة لآينشتاين التي توقعت قبل مئة سنة وجود أمواج الجاذبية رياضياً ولكن أينشتاين نفسه استبعد تماماً احتمال اكتشاف هذه الأمواج عملياً لأنها تتطلب قوى تجاذبية كبيرة جداً وهذا ما توفر عند اندماج الثقبين وتوفر التقنية اللازمة لرصد أمواج الجاذبية، وقد فتح هذا الاكتشاف باباً جديداً لأنه سمح لنا ولأول مرة في التاريخ برصد الكون باستخدام تقنية جديدة لا تعتمد أبداً على الأمواج الكهرطيسية.
في عام 2017 تم رصد اندماج نجمين نيوترونيين باستخدام عدة تقنيات مثل الأمواج المرئية و الراديوية و أمواج الجاذبية أيضاً وجميع عمليات الرصد أعطت نفس النتائج ما أكد صحة وجود أمواج الجاذبية وأدى ذلك إلى بناء مراصد خاصة تستخدم تقنية أمواج الجاذبية في عدة دول منها اليابان والهند بعد أمريكا و أوروبا.
إنجازات أخرى:
في عام 2017
أيضاً دخل جسم فضائي يدعى أومواموا مجموعتنا الشمسية ومر قرب عطارد والشمس ثم غادرها، ولم يكن معروفاً ما هي حقيقة هذا الجرم حتى ظن البعض بأنه مركبة فضائية من خارج مجموعتنا الشمسية خاصةً عندما زادت سرعته فجأة ولكن تبين فيما بعد بأنه مذنب صغير جداً وما أدى إلى زيادة سرعته هو إطلاقه لغازاتٍ طبيعية بسبب انفجارٍ حدث داخله ما أعطاه قوة دفعٍ إضافية.
في عام 2019
أنزلت الصين مركبة فضائية مع عربة على ظهر القمر أي على الوجه غير المرئي من القمر فمن المعروف بأن القمر يبدي لنا دائماً وجهاً واحداً لأن سرعة دورانه حول نفسه تساوي سرعة دورانه حول الأرض وهذا ما جعل القدماء يظنون بأن القمر مستدير كالصحن وليس كروياً، وهذه أول مرة يتم فيها النزول على ظهر القمر، وتكمن صعوبة ذلك في أن الاتصالات بين المركبة و الأرض سوف تنقطع عند وصول المركبة إلى المجال غير المرئي من القمر وإذا نزلت المركبة على ظهر القمر فإن الاتصالات ستبقى مقطوعة طوال الرحلة، ولكن ما فعله الصينيون كان مبتكراً حيث أرسلوا قبل ذلك قمراً صناعياً يدور حول القمر وهو الذي وفر الاتصالات بين المركبة والأرض عند وجود المركبة على ظهر القمر.
في الختام
يمكن القول بأن مقدار الإنجازات والاكتشافات و تطور التقنيات الذي ظهر منذ منتصف القرن العشرين يفوق كثيراً كل ما تم إنجازه في القرون الماضية من تاريخ البشرية والأهم من ذلك هو تسارع تلك الإنجازات بحيث يصبح من الصعب جداً توقع ما سيحمله لنا المستقبل القريب من اكتشافاتٍ وإنجازات.
إذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقاءك.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك