هل بلوتو كوكب أم ماذا؟ - سليمان أبو طافش

 هل بلوتو كوكب أم ماذا؟

 هل بلوتو كوكب أم ماذا؟

كوكب |بلوتو|

منذ اكتشاف بلوتو سنة 1930، ومعظم الناس يعرفون بأنه الكوكب التاسع من كواكب المجموعة الشمسية، ولكن الكثير من الاكتشافات والمعارف التي تلت ذلك، وخاصةً في القرن الواحد والعشرين، غيّرت الكثير من المفاهيم الفلكية، فقرّر |الاتحاد الفلكي الدولي| في عام 2006 إعادة تعريف ما يمكن أن يسمى كوكباً، ما أدى إلى إعادة توصيف بلوتو واعتباره كوكباً قزماً، فلماذا لم يعد بلوتو كوكباً؟ وما الذي اكتشفه العلماء ودفعهم إلى ذلك؟

اكتشاف بلوتو:

تم رصد بلوتو أول مرة سنة 1930 في مرصد لويل الفلكي في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل |عالم الفلك كلايد|، ولكن علماء الفلك كانوا يتوقعون وجود كوكبٍ تاسعٍ في المجموعة الشمسية قبل ذلك بكثير، أما كلايد فقد تمكن من رصد بلوتو من خلال مقارنة مجموعةٍ من الصور لنفس المنطقة من الفضاء التقطت في أوقاتٍ مختلفة، ولكن الغموض ظل يكتنف ذلك الكوكب البعيد، فحتى |تلسكوب هابل| العملاق لم يتمكن من تقديم الكثير من المعلومات عنه بسبب بعده الكبير الذي يتجاوز 7.5 مليار كيلومتر، وخفوت الضوء الذي يعكسه.

الرصد المباشر لبلوتو:

في عام 2006 انطلق |مسبار نيوهورايزن| الأمريكي، وقام برصد بلوتو عن كثب، وقبل ذلك الوقت كانت المعلومات عن بلوتو ضئيلةً جداً، فحتى شكله لم يكن معروفاً، ولكن المسبار الذي وصل إلى بلوتو في عام 2015 استطاع تقديم الكثير من المعلومات عن بلوتو و|حزام كايبر| وغيرهما، فدفع علماء الفلك إلى تغيير بعض مفاهيمهم.

حقائق مدهشة عن بلوتو:

رغم أن بلوتو هو أبعد |كواكب المجموعة الشمسية| عن الشمس، إلا أن مداره البيضويّ يجعله أحياناً أقرب من |نبتون|، ويستمر ذلك لمدة عشرين سنةٍ أرضية، وتتكرر هذه العملية كل 248 سنة أرضية وهي الفترة التي يحتاجها بلوتو للدوران حول الشمس.

يبلغ قطر بلوتو 2930 كيلومتر فهو أصغر من القمر، وحجمه لا يتجاوز 0.59% من حجم الأرض، ويقع بلوتو ضمن ما يسمى حزام كايبر، وهو حزام من الكويكبات يقع على حدود المجموعة الشمسية، ويعتبر أحد مصادر |المذنبات| التي تجتاز فضاءنا، ويتوقع العلماء وجود أكثر من 70 ألف كويكب في حزام كايبر، والكثير منها أكبر من بلوتو.

إعادة توصيف الكواكب:

بعد كل ما تم اكتشافه عن بلوتو وحزام كايبر، قرّر الاتحاد الفلكي الدولي إعادة توصيف الكواكب، فوضع مجموعةً من الشروط الرئيسية التي يجب توافرها في أي جرمٍ فضائي لكي يتم وصفه بالكوكب، منها أن يدور الجرم حول الشمس، وأن يكون كبيراً بما يكفي ليأخذ شكلاً كروياً، وان يكون وحيداً في مداره، وبذلك تم استبعاد الأقمار والمذنبات والكويكبات، ولكن بقيت بعض الأجرام التي اعتبرت كواكباً قزمة وهي بلوتو وإيريس ماكيماكي وهوميا وسيريس، وبذلك أصبحت كواكب المجموعة الشمسية ثمانية فقط، يضاف إليها خمسة كواكب قزمة، ولكن توجد مقترحات لإعادة توصيف الكواكب ثانية ما قد يرفع عدد كواكب المجموعة الشمسية ليتجاوز مئة وعشرة كواكب.

معلومات أخرى عن بلوتو:

تصل درجة الحرارة على سطح بلوتو إلى 290 درجة مئوية تحت الصفر، وهو مغطى بالجليد، وعند ذوبان بعض الجليد، تنطلق منه بعض  الغازات مثل |النتروجين| و|الميثان| و|أول أكسيد الكربون|، وتكثر الجبال على بلوتو، ويصل ارتفاع بعضها إلى 3350 متر، وكلها مصنوعة من الجليد، أما لون السماء فوق بلوتو فهو أزرق كما هو على الأرض، وهناك شبه آخر يجمع الأرض وبلوتو، وهو أن بلوتو يمتلك قمراً يسمى شارون، وهو يدور حول بلوتو بتزامنٍ يشبه تزامن قمرنا مع الأرض، ما يجعل وجهاً واحداً لشارون يمكن أن يُرى من بلوتو، ويمتلك بلوتو رغم صغره خمسة أقمارٍ تدور حواله، ويبلغ حجم شارون نصف حجم بلوتو.

المدار المعكوس:

تدور جميع كواكب المجموعة الشمسية حول نفسها من الغرب إلى الشرق، باستثناء بلوتو الذي يدور من الشرق إلى الغرب ما يجعل الشمس على بلوتو تشرق من الغرب وتغرب في الشرق، ويبلغ طول اليوم الواحد على بلوتو أكثر من ست أيام أرضية وربع.

إذا قدمنا لك أي جديد فشاركنا بتعليق. 

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️