وسع معرفتك بالمذنبات - الجزء الأول
وسع معرفتك بالمذنبات - الجزء الأول تصميم الصورة : ندى حمصي |
ما هو |المذنب|؟
يمكن وصف المذنب بأنه جسمٌ صلبا يتكوّن عادةً من الجليد و|الأمونيا| والصخور وبعض الغازات مثل |الميثان| وثنائي أكسيد الكربون وغيرها، ينطلق في الفضاء بفعل الجاذبية وهو عادةً لا يمتلك أي ذنب، ولكن ذنبه يظهر عنما يقترب من الشمس، فترتفع حرارته وتتبخر بعض مكوناته وتندفع بعيداً عنه بفعل الرياح الشمسية فتظهر لنا وكأنها ذنب، وهي ما أدت إلى تسمية تلك الأجسام بالمذنبات، وعند النظر إلى المذنب عن كثب يمكن ملاحظة أن الذنب يندفع دائماً بعكس جهة الشمس وليس بعكس جهة حركة المذنب. وقد أمكن حتى الآن رصد ما يزيد على ثلاثة آلاف مذنب ولكن معظمها غير مشهور لدى الناس، ويعتقد العلماء بوجود مليارات المذنبات في الكون ولكن ما يصل إلى المجموعة الشمسية هو القليل منها فقط ومعظمها يأتي من سحابة أورت والقرص المبعثر خلف حزام كايبر وحزام |الكويكبات| الموجود بين |المريخ| و|المشتري|.
ما هو القرص المبعثر وما هو حزام كايبر؟
حزام كايبر قرصٌ هائلٌ من الكتل الجليدية يلف جميع كواكب المجموعة الشمسية، تبدأ حافته الداخلية بعد مدار نبتون على بعد ثلاثين وحدة فلكية تقريباً (الوحدة الفلكية هي المسافة بين الشمس والأرض)، أمّا حافته الخارجية فتبعد أكثر من خمسين وحدة فلكية، ويحتوي حزام كايبر على عددٍ كبيرٍ من الكواكب القزمة مثل |بلوتو| و|هاوميا| وغيرهما، وقد تنبأ بوجوده عالم الفلك الإيرلندي |كينيث إيدغورت| عام 1943، ثم أكّد العالم كايبر على ضرورة وجوده لتفسير ورود |المذنبات| قصيرة الأمد التي تظهر خلال فترةٍ لا تتجاوز العشرين سنة، ما يعني أن مصدرها لا يمكن أن يكون من سحابة أورت البعيدة والتي تُعتبر مصدر المذنبات بعيدة الأمد ومتوسطة الأمد، وقد أمكن فيما بعد التأكد من وجود حزام كايبر بالرصد المباشر، ولكن تبيّن منذ تسعينيات القرن الماضي بأنه مستقرٌ ديناميكياً بمعنى أن جميع مكوناته تسبح في الفضاء في مداراتٍ منتظمة ولهذا فإننا لا نجد الكثير من المذنبات التي تنطلق من هذا الحزام على عكس الاعتقاد السابق بأنه مصدر المذنبات الدورية.
متى تم اكتشاف الحزام؟
ولقد تم اكتشاف أجرام حزام كايبر لأول مرة في عام 1992 حيث لم يُعرف منها قبل ذلك إلا كوكب بلوتو وقمره الصغير (مما جعل وجود الحزام أمراً غير مؤكد)، ولكن سرعان ما تزايد عدد الأجرام المعروفة فيه إلى الآلاف، ويعتقد علماء الفلك بأن عددها يزيد عن سبعين ألفاً، وأن قطر بعضها يزيد عن مئة كيلومتر. وبما أن حزام كايبر لا يشكل مصدر المذنبات الدورية فقد تساءل العلماء عن مصدرها ولكنهم سرعان ما اكتشفوا وجود ما أسموه بالقرص المبعثر، وهو منطقة مضطربة ديناميكيًا تكوّنت بفعل هجرة نبتون الخارجية قبل 4.5 مليار سنة، وقد أُثبتَ أنها المصدر الرئيسي الحقيقي للمذنبات الدورية. تشبه أجرام القرص المبعثر مثل إريس أجرام حزام كايبر لكنها ذات مدارات كبيرة للغاية لدرجة أنها ربما تبتعد عن الشمس مسافة 100 وحدة فلكية. وأحيانًا تستطيع الشمس جذبها إلى النظام الشمسي الداخلي مما يجعلها من المذنبات الدورية. ويُعتقد أيضًا أن بعض أقمار النظام الشمسي مثل قمر |نبتون|: ترايتون، وقمر |زحل|: فويب قد وُلدا في هذه المنطقة. ويُعتبر بلوتو أكبر أجرام حزام كايبر المعروفة، وكونه جزءًا من حزام كايبر هو ما تسبب بإعادة النظر بتصنيفه ككوكب فتحول إلى كوكب قزم، فتركيبه وبُنيته مشابهة للعديد من أجرام حزام كايبر الأخرى. ومدة دورته حول الشمس مماثلة لجميع أجرام حزام كايبر أيضاّ.
تصميم الصورة: ندى حمصي 🖌️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك