معلومات قد لا تعرفها عن الأقمار الصناعية - الجزء الرابع
معلومات قد لا تعرفها عن الأقمار الصناعية - الجزء الرابع - تصميم الصورة ندى حمصي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول معلومات قد لا تعرفها عن الأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية:
كيف بدأت فكرة الأقمار الصناعية؟
مثل الكثير من الاختراعات الحديثة فقد بدأت الأقمار الصناعية كقصة خيالٍ علمي أخرجها إلى العالم أحد الكتّاب المبدعين في سنة 1945، ولكن ذلك الخيال ما لبث أن أصبح حقيقةً في عام 1957 عندما نجح |الاتحاد السوفيتي| السابق بإرسال أول قمر صناعي وكان يدعى Sputnik 1 إلى الفضاء، ولكن أول قمر مخصّص للاتصالات فقد كان يدعى |INTELSAT |وقد احتاج إطلاقه إلى تظافر جهود مجموعةٍ من الأمم في عام 1965، وكان وزنه لا يتعدى 35 كيلو غرام وكان قادراً على نقل 240 مكالمة في نفس الوقت.
بعد ذلك تطورت تقنية الأقمار الصناعية كثيراً حتى أصبح محيط الأرض يعج بالكثير منها لأغراضٍ كثيرةٍ ومتنوعةٍ جداً، وفي السنوات الأخيرة بدأت بعض الدول ترسل أقماراً إلى كواكب أخرى ضمن المجموعة الشمسية.
ماذا يحدث للقمر الصناعي عندما تنتهي مهمته؟
يوجد حالياً ما يزيد على أربع آلاف قمر صناعي تدور حول الأرض، وعند انتهاء عمرها الافتراضي فإنها تصبح حطاماً يشكّل عبئاً على بحوث الفضاء وعلى البشرية لأنها قد تسقط على الأرض، ورغم أن معظم القطع الصغيرة تحترق عند دخولها إلى الغلاف الجوي فإن القطع الكبيرة لا تحترق وإذا وصلت إلى الأرض فقد تسبب كوارث حقيقيةً لأنها تندفع بسرعة هائلة تصل إلى 27 ألف كم\ساعة وإذا سقطت فوق المناطق المأهولة بالسكان فستكون أشبه بقنبلةٍ ضخمة تسبب الكثير من الدمار وتسقط الكثير من الخسائر المادية و البشرية، ولذلك فقد أوجدت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) منطقةً في الفضاء على بعد 2500 كيلومتر فوق المحيط الهادي أسمتها مقبرة نيمو لل|خردة الفضائية| لتدفن فيها ما يتبقى من الأقمار الصناعية منتهية الصَّلاحِيَة، ولكن حُطَام معظم الأقمار القديمة لا زال سابحاً في الفضاء ويشكّل خطراً حقيقياً على الأقمار الصناعية الحديثة لأن قطع الحُطَام تلك قد تصطدم بها وتدمّرها، ومهما كان حجم القطعة التي ستصطدم بالقمر الصناعي صغيراً فإنها ستكون كافيةً لتدميره بسب سرعة انطلاقها الهائلة، ويقدّر العلماء بأن أربعة أقمار سيتم تدميرها بسبب ذلك الحُطَام كل سنة، كما يمكن لقطع الحُطَام المتبقية والتي تقّدر بالملايين أن تدمر جميع الأقمار العاملة حالياً خلال عشر سنوات، كما أن ذلك الحُطَام قد يعترض طرق الصواريخ و المركبات الفضائية التي سيتم إطلاقها في المستقبل.
أرجو أن تكون المعلومات الواردة في هذه المقالة مفيدة، فإن كانت كذلك فأرجو مشاركة المقال مع الآخرين.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك