ما هو مفهوم المراهقة
المراهقة :
مرحلة عمرية هامة ، تتوسط الطفولة والشباب
وتتميز بتطورات هامة تظهر على الفتى أَو الفتاة ، وتتجلى بتغيير واضح في التكوين الجسدي والفكري والنفسي .
في هذه |المرحلة| تبدأ معالم| شخصية المراهق | بالظهور، لكنها قد تكون مشوشة وغير واضحة بعد ، وتحتاج إلى فترة للتبلور قد تمتد
إلى مابعد فترة المراهقة،
إذ أن| المراهق| يمر بضغوطات نفسية وجسدية بسبب تغيير في| الهرمونات| المختلفة في الجسم، والتي تنعكس على شكله ومظهره وسلوكه وتصرفاته ،
وفي هذه المرحلة لا يكون| النضج العقلي| قد اكتمل عنده بعد .بل تسيطر العاطفة عليه ،
لذا فإن| المراهق| لايكون قادراً على إتخاذ قرارت مصيرية ، وينقصه الكثير من| الخبرة| والحكمة والعقلانية و|الوعي| في إ تخاذ القرارات ، لأنه لا يحسن تقدير الأمور جيداً بعد .
متى تبدأ المراهقة :
يتراوح وقت ظهور المراهقة مابين السنة الرابعة عشرة وحتى الثامنة عشرة بشكل عام ،
ولكنها تختلف باختلاف الأشخاص. فمنهم من تبدأ عنده بشكل مبكر ، ومنهم من يتأخر ظهورها عنده، وقد تطول فترتها أو تقصر باختلاف تكوين أولئك الأشخاص ،
وتراها عند القليل من المراهقين تمر مرور الكرام ، وذلك بحسب الظروف البيئية و|التكوين النفسي| والجسدي ، وطريقة تعامل الأهل معهم .
هل تختلف المراهقة من مجتمع لآخر؟ وهل يؤثر تكوين المجتمع البيئي وأساليب التربية فيه على المراهق؟
في المجتمعات ذات الأساليب الصارمة التي يتم اعتمادها على الحزم والشدة والقسوة في تربية أبنائها
لا يستطيع المراهق التعبير عن| مشاعره| أو مشاكله ، إذ يتم كبت أحاسيسه ورغباته ، ولايسمح له بالتعبير عنها ، ولا يملك القدرة على الإفصاح عنها ، وتراه مقيد| الحركة| والتصرف.
أما في المجتمعات المنفتحة : كالمجتمعات الغربية ، فيكون المراهق أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره
ويمكنه التصرف بحرية تامة، إذ أن |الضوابط الأسرية| لا تشكل عائقاً أمامه، وتكون كل السبل متاحة أمامه ولأبعد الحدود للتعبير عما
يريد فعله ،
إذ تمنح للفرد مبكراً استقلالية وحرية في التصرف، واتخاذ قرارت شخصية مطلقة ، بل إنه يكون مسموحاً له في فترة ما بالإنفصال عن| العائلة| ، والعيش في مكان مستقل،حتى قبيل اتتهاء فترة مراهقته ، ويكون حراً في ارتباطاته وفي حياته ، وفي تكوين علاقاته مع الأهل والأصدقاء .
وأما في مجتمعاتنا الشرقية ذات البيئة المحافظة ، فتكون علاقات المراهق مقيَّدة بحكم العادات والتقاليد والدين
وكذلك بسبب| الترابط الأسري| ، الذي يقدم الرعاية والدعم للأولاد حتى في مراحلهم العمرية المتقدمة ، وهذا ماتفتقده في معظم
المجتمعات .
ولكن يجدر الإشارة ، إلى أن الإنفتاح الواسع الذي حصل بفعل انتشار الإنترنت و|وسائل التواصل الإجتماعي | ، والذي غلب على
معظم المجتمعات وغزا عقول الناس ، قد أثر كثيراً على جميع الشرائح الإجتماعية في مجتمعاتنا ،
ومنها |شريحة المراهقين| ،
لذا نرى أن بعض مراهقينا بدأوا يعانون صراعاً، بل ويتخبطون بين مزيجِ البيئة المحافظة التي ينتمون إليها، وبين البيئات الأخرى المنفتحة التي أتيح لهم الدخول إلى عالمها والتفاعل معها ، بسبب| الغزو الإلكتروني| وشبكات الإنترنت.
وهذا ترك عندهم آثاراً سلبية بالإضافة إلى صراع الأجيال واختلاف وتضارب الآراء والأفكار .
مماسببب استهتارهم بمعتقداتهم ، من خلال سلوكيات اكتسبوها ومارسوها، بسبب ما تقدم ذكره وحاولوا تطبيقها في مجتمعهم الذي يرفضها
فقد نرى تعلق المراهق بأحد| المشاهير| من |الفنانين| أو| الأدباء| أو| الرياضيين| أو غيرهم ، ويتأثر بهم لدرجة التقمص، فيتبنى أفكارهم
أو معتقداتهم ويعمد إلى تقليد حركاتهم وسلوكهم وتصرفاتهم ويتخذهم مثلاً أعلى وقدوة له
وقد ينحاز إلى بعض الأفكار والصرعات و|الموضة| والأغاني الصاخبة المبتذلة،أو| قصات الشعر الغر يبة| ويبدو تأثره بها واضحاً ،
أويعمد إلى تقليد الآخرين في الزي واللباس وحتى في الحركات والكلمات فيردد عباراتهم ،
أو قد يميل إلى| التدخين| أو السهر،أو حتى ينحدر إلى| تعاطي المخدرات| ، مما يؤدي به إلى الإنحراف عن السلوك القويم
وهذا ما يرفضه ويستهجنه الآباء ، مما يؤدي إلى توتر وتشنج في العلاقات بين| الآباء| و|الأبناء| ويخلق فجوة واسعة وصدعاً كبيراً بينهم يصعب تجاوزه .
كما ينبذهم المجتمع الذي تحكمه عادات وأفكار وتقاليد ،ويرفض سلوكهم الذي يرى المراهق فيه تحرراً، ويعتبره جزءاً من حقه ،
فيتبنى أفكاراً ويعتبرها استقلالية ، و يراها أمراً خاصاً به وحده ، ويحق له التصرف بها كيفما يشاء ويرى نفسه حراً في اختيار
| اللباس| والأصحاب وفي التصرف والسلوك بينما تجده| الأسرة والمجتمع| هذه التصرفات مستهجنة وشيئاَ خارجاً عن المألوف
هل تترك المراهقة آثاراً على حياة المراهق؟ أم يزول تأثيرها بانتهاء مرحلتها؟
للمقالة تتمة تابعونا في مقالتنا القادمة لنتعرف معاً على الإجابة
ولنتابع معاً الحديث عن أهم السبل التي توصلنا إلى مراهقة آمنة
بقلمي هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك