ما سر العلاقة بين البشر و الكلاب؟ - الجزء الثاني
ما سر العلاقة بين البشر و الكلاب؟ - الجزء الثاني |
استكمالاً لحديثنا عن الكلاب وعلاقتها بالبشر وحبها للعمل يمكن أن نقول بأن الكلاب كثيراً ما تتولى بعض المهام التي يعجز البشر عن القيام بها بمفردهم، مثل قيادة الزلاجات فوق الثلوج أو رعي الأغنام، فقد تبين بأن كلاب الرعي مثلاً تتبع سلوكاً فطرياً في عملها الذي تعتبره هدفها الأساسي في الحياة، فنجدها مستعدةً لفعل أي شيءٍ لكي تحظى بمتعة رعي الغنم.
ميزات الكلاب:
|مجال الرؤية|:
تتمتع الكلاب بمجال رؤيةٍ أوسع بكثيرٍ مما لدى البشر ما يجعلها محترفةً في مراقبة محيطها بسبب أماكن توضّع عينيها في رأسها فقد ترى المحيط بزاويةٍ تبلغ 250 درجة، وهذا ما يجعلها قادرة على رؤية كافة الأغنام ورؤية الحيوانات المفترسة التي قد تتسلل إليها، ولكن مِيزة الكلاب الأبرز هي قدرتها على التواصل فهي تنصت جيداً لأوامر صاحبها وتفهمها وتنفذّها بدقةٍ مع احتفاظها بحقها بالقيام ببعض اللمسات الخاصة بها فهي قد تقوم أحياناً بمبادراتها الخاصة بما يخدم أوامر صاحبها وهذا ما يجعلها ذكيةً فعلاً. فكلاب الرعي مثلاً تستخدم بعض سلوكياتها الغريزية مثل الترصد والتسلل وعزل الفريسة من أجل جمع الأغنام واقتيادها إلى المكان الذي يريده صاحبها نحو المراعي النضرة ومصادر المياه، وحتى عندما تفصلها مسافةٌ كبيرةٌ عن صاحبها فهي تبقى قادرةً على سماع أوامره وتنفيذها لأنها تمتلك حاسة سمعٍ قويةً جداً.
الكلاب والمساعدة الحياتية:
تتميز الكلاب عن باقي الحيوانات بأمورٍ كثيرةٍ منها رغبتها بالعمل مع البشر والعيش معهم، ويعتقد بعض الباحثين بأن الكلاب أثّرت كثيراً على سلوك البشر الاجتماعي عير آلاف السنين التي امضياها معاً.
علاقة الكلب بالمالك:
يعتبر الكلب مالكه أهم شيءٍ في حياته وتسمح له علاقته به بأن يرى العالم من منظور البشر فالكلاب إذاً تستطيع تبني وجهة نظرنا ما يجعلنا قادرين على الثقة بكلابنا عند تكليفها بمسؤولياتٍ كبيرة، فقد أمكن تدريب بعض الكلاب للقيام بمهامٍ خاصةٍ جداً يعجز عنها البشر مثل مصاحبة بعض الأشخاص المصابين ببعض أشكال التوحّد بحيث لا يستطيعون وحدهم مواجهة الحياة اليومية وعقباتها فلا ينخرطون في المجتمع بشكلٍ صحيح ويتجنبون البشر ما يدفعهم إلى الاكتئاب وإيذاء أنفسهم، ولكن تبيّن بأن وجود الكلاب المدربة معهم جعلت أولئك المصابين يجدون سبيلهم للتخلّص من الشعور بالوحدة و العزلة وساعدتهم على الانخراط بالحياة بشكلٍ أفضل بكثير.
استخدامات اخرى الكلاب:
كذلك تم استخدام الكلاب في بعض |السجون| بحيث طُلب من المساجين أن يعتنوا بالكلاب لبعض الوقت وقد بدأت الفكرة كمحاولةٍ لإيجاد من يرعى الكلاب التي فقدت مالكيها لسببٍ ما، ولكن تبيّن فيما بعد بأن الكلاب أثّرت كثيراً في المساجين وأحدثت فرقاً في حياتهم وأعطتهم منظوراً جديداً للحياة فقد قلّت كثيراً مظاهر الشغب والتمرد في السجون التي تحتوي على الكلاب.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك