ما سر العلاقة بين البشر و الكلاب؟ - الجزء الثالث
ما سر العلاقة بين البشر و الكلاب؟ - الجزء الثالث |
استكمالاً لحديثنا عن الكلاب وعلاقتها بالبشر .......
ذكاء الكلاب:
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الكلاب تستطيع تحليل نبرة أصواتنا وفهم إشاراتنا ونظراتنا كما أنها تفهم الكثير مما نقوله لها، فقد اكتشف الباحثون بأن الكلاب لا تشعر بالرضا إلا إذا كانت نبرة الصوت منسجمةً مع ما نقوله عند مدحنا لها، فأدمغة الكلاب تحلل الكلام في الجزء الأيسر منها بينما تحلل النبرة في الجزء الأيمن.
ميزات اخرى:
كذلك تستطيع الكلاب أن تقرأ تعابير وجوهنا بسهولةٍ وأن تفهمها فقد تبين بأن الكلاب تدقّق أكثر في النصف الأيمن من وجوهنا وهو النصف الذي نستخدمه غريزياً بشكلٍ أكبر للتعبير عن مشاعرنا ولكنها لا تفعل ذلك عند النظر إلى الكلاب الأخرى، ولذلك فهي تعرف جيداً كيف تميّز بين الشخص السعيد و الشخص الحزين، وأكثر من ذلك فهي كثيراً ما تبدي سلوكاً عدوانياً تجاه من يضمر الشرً لصاحبها، وكذلك دلّت الدراسات على أن الكلاب تتمتّع بالقدر الكافي من الذكاء الذي يسمح لها بتقييم المواقف المختلفة ودراسة العواقب المحتملة لسلوكها، فعندما يمنعها مالكها من الأكل مثلاً فهي ستمتنع عنه طالما كانت مراقبة، ولكنها عندما تتحقق من انصراف مالكها عنها فهي لا تمانع تناول الطعام مع استمرارها بمراقبة مالكها للتأكد من أنه لم يكتشف فعلتها.
|تجارِب العلماء| والدرسات:
قام بعض |علماء النفس| بإجراء بعض التجارِب على الكلاب فاكتشفوا بأن اللعب مع الكلاب يساعدها على الحفظ بشكلٍ أسرع، كما تبيّن بان لدى الكلاب قدرةً كبيرةً على حفظ أسماء الأشياء وتمييزها عن بعضها، كما تستطيع تمييز الأوامر المتعلقة بنفس الشيء فمثلاً تستطيع أن تشم الشيء أو أن تلمسه أو أن تلتقطه بفمها حسب ما يوجّه إليها، كما أمكن تدريب الكلاب على فهم وتنفيذ الأوامر المعقدة مثل أخذ شيءٍ ما من مكانٍ إلى آخر حتى عند تغيير صيغة الأوامر الموجّهة لها ما يدل على أنها تفهم معنى الأوامر ولا تحفظها فقط.
كذلك أظهرت الدراسات بأن ذكاء الكلاب يسمح لها بتعلّم أكثر من ألف اسمٍ لأشياء مختلفة وتعلّم الكثير من الأوامر ما يعني بأن الكلاب أذكى بكثيرٍ مما كنّا نعتقد، وهذا ما يفسّر تربّعها على عرش الحيوانات الأليفة كلّها، خاصةً مع تلك النظرات الرقيقة المستعطفة التي تنظر بها إلينا عندما تريد منا شيئاً والتي طورتها من خلال حياتها الطويلة معنا لكي تستخدمها مع البشر لأنها أدركت تأثيرها عليهم فأصبحت نظراتها تلك هي السلاح السري الذي يجعلنا نفعل ما تريد، وقد تبيّن بأن الكلاب تفرز نفس الهرمونات التي يفرزها البشر والتي تسمى هرمونات السعادة وذلك يوطّد علاقتها بالبشر أكثر.
في الختام بقي أن نجيب عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال عن سر العلاقة الوطيدة بين البشر والكلاب، فالسر يكمن في الحب، فالكلاب تحبنا بقدر ما نحبها وتفهمنا بقدر ما نفهمها وتعتني بنا بقدر ما نعتني بها، ولكنها لا تطلب منّا شيئاً سوى الرعاية و الاهتمام.
لطفاً شارك المقال مع أصدقائك.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك