مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 01:48:00 ص

 الخوف والعقد الناتجة عنه وكيف نتعامل معها؟....من كتاب تجاوز مخاوفك

الخوف والعقد الناتجة عنه وكيف نتعامل معها؟....من كتاب تجاوز مخاوفك


إنّ |الطفل |الذي يتعرّض للانتقاد كثيراً من قبل أهله في كلّ تصرفٍ يقوم به يكبر وتكبر معه مشكلة تقييم نفسه، وشكّ كبير في قدراته، وهذا الشكّ سيكوّن له عقدة نقص.


العقد قد تتشكل بطرق أخرى ضمن بيئات |اجتماعية |غير صحيحة، يكون لها بعدين يؤديان لسلوك انتحالي هما:


  • البعد الإدراكي، وهو مقاومة التفكير في المجال الذي تريد إيقافه، مثلاً لن أفكّر في هذه| المشكلة|.
  • البعد السلوكي، هو مقاومة التصرّف في مجال تريد إيقافه، كأن تقول أنا لن أتصرف تجاه هذه المشكلة.


هذين البعدين سيؤديان لأن أعيش حياتي مع وجود العقدة دون أن انتبه إليها، فأنا سأتجنّب المشكلة وحتّى سأتجنّب التفكير بها.


ولكن كيف ستتمكّن من معرفة عقد النقص هذه؟

بأن تركّز على الأشياء التي تزعجك من الآخرين والتي دوماً ما تفكّر فيها، ولا تستطيع التساهل بها.


فتجنّبك لبعض الأمور قد يبرهن على وجود عقدة نقص لديك متعلّقة بهذه الأمور.

ولكي نستطيع التعرف على عقدة النقص بشكلٍ أكبر سنتعرف على العقدة المرافقة لها بشكلٍ دائم وهي


 عقدة الإفراط:

حيث هي تكون النقيض لعقدة النقص.

 مثلاً أنت تخاف من |ردة فعل |الناس، عقدة الإفراط تكون بأنّك تجري وراء اهتمام الناس وأن يقرّوا بميزاتك وتخاف من انتقادهم.


كلّ المخاوف غير الطبيعية كالخوف من الناس،ومن النجاح وغيرها..تسبب عقدة نقص وعقدة النقص تؤدي لعقدة إفراط فالتحرّر من |الخوف| يبدأ بالتعرف على هذه العقد والتحرّر منها.


اضطرابات الخوف:


الخوف يشبه الوظائف العضوية فهو نظام منظّم ذاتياً، وله حدّ معيّن عند تجاوزه إمّا ستشعر بالخطر أو الضعف.


هرم مارسيلو:

البشر لديهم خمس فئات من الاحتياجات:

  1. الاحتياجات الفيزولوجية وتمثل السلامة والبقاء.
  2. احتياجات الأمان والحماية.
  3. الاحتياجات الاجتماعية والانتماء لفصيلة أو جماعة.
  4. الحاجة للتقدير من قبل الآخرين.
  5. الحاجة لتحقيق الذات والتقدير.


وهذا تسلسل هرمي أنت بحاجة لأن تلبيه بشكل تصاعدي فمن المهم أن تلبّي الاحتياجات الأولية بدايةً،

وبعده نصعد خلال الهرم  فلا يجوز أن تقفز  من احتياج السلامة لاحتياج تحقيق الذات والتقدير فوراً دون المرور بباقي الاحتياجات.

فأنت لا تستطيع أن تطالب شخص يعيش متشرد في الشارع بلا أمان وبلا حماية، بأن يقدّر ذاته، ويحقق طموحاته،

 بل بدايةً عليه أن يلبي احتياجاته الفيزلوجية ومن ثمّ الأمان ومن ثم الانتماء وثم التقدير وبعدها| تحقيق الذات\.


لذلك عند تعاملك مع الخوف حاول معرفة هذا الخوف ناتج عن أي احتياج لكي تستطيع تداركه ومعرفة تاريخك الشخصي لتعدّل الواقع الذي تعيش به.


ماذا أفعل بالخوف؟

لكي تتعامل مع الخوف عليك تقبّله بدايةً.

ولكي تفهم خوفك يجب أن تقوم بعملية تنقيب ذهني، وذلك عن طريق تعرية خوفك 

مثلاً أنا أخاف التحدث أمام الناس. اسأل لماذا تخاف؟

 أنت تخاف من أن تقول شيء سيء؟

حسناً وما المشكلة إن تكلّمت بشيء سيء؟ 

هل سيسخر منك الناس؟ احتياج للتقدير والاعتراف 

وإن سخر منك الناس ما الذي سيحصل؟ 

هل ستطرد من الوظيفة؟ احتياج للانتماء

وإن طردت؟ هل ستموت جوعاً؟ احتياج للسلامة


كل هذه النتائج التي نتحدث عنها هل ستحصل كلّها من مجرد تكلّمك في اجتماع العمل هل حقاً ستموت جوعاً إن تكلمت في الاجتماع؟

هذه التقنية تكشف المخاوف المختبئة داخل المخاوف الظاهرية حيث تنقّب في عقلك |اللاواعي| حتّى تصل للمشكلة


في الخوف أنت تلجأ للتضخيم والتهويل وتقوم بخلق أحداث ضمن دماغك ليس لها جزء حقيقي، فأنت عند إظهار المشكلة للسطح سترى بأنّها غير واقعية وستتمكن تجاوزها.


دوماً ما يكون هناك علاقة متناسبة بين الجهل والخوف،

 فالجهل من الشيء الذي يسبب الخوف، وجهل من رد الفعل على عدم الخوف.

فأنت عندما تنّقب ضمن عقلك اللاواعي ستجد أن السبب الذي يدفعك للخوف سبب سطحي ويمكن تجاوزه.

وأن رد الفعل من عدم خوفك سيكون خلفه أفكار غير منطقيّة.


فأي خطر يمكن أن تواجهه تستطيع قياسه بأمرين هما:

  1.  احتمالية حدوث هذا| الخطر|.
  2.  مقدار الأذية الناتجة عن هذا الخطر.


لذلك عند خوفك من أي شيء اسأل نفسك؟

 هل هذا الأمر خطير جداً؟

 وما مقدار الأذية التي سيسببها؟

 وما احتمالية حدوثه


...وكما في مثالنا السابق،

هل فعلاً ستموت من الجوع إن تكلّمت في الاجتماع؟

 ما احتمالية حدوث هذا الأمر؟ 

أظن أنّها معدومة.


نهايةً لا تحاول أن تستلم لإحساسك فشعورك بالخوف لا يعني أنّك بخطر، ولا تكن هارباً من مواجهتك لنفسك ولا تعش ضمن أوهامك.


 📚 بقلم دنيا عبد الله

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.