اكتشاف واستكشاف الكوكب الأزرق (نبتون) تصميم الصورة رزان الحموي |
ما أجمل أن نكتشف شيئاً جديداً لم يعرفه أحدٌ قبلنا، وما أجمل أن نتوقع وجود شيءٍ قبل أن يكتشفه أي أحد، وخاصةً إذا كان الشيء الذي توقعنا وجوده يبعد عنا ملايين الكيلومترات،
وهذا تماماً ما حصل مع |ألبرت أينشتاين| عندما توقع وجود أمواج الجاذبية من خلال المعادلات الرياضية فقط،
ثم احتاج العالم إلى أكثر من مئة سنة ليكتشف وجود تلك الأمواج،
ولكن أينشتاين لم يكن الوحيد الذي يتنبأ بوجود الأشياء من خلال المعادلات الرياضية رغم أنه الأشهر، فقد سبقه إلى ذلك |أوربان لوفيريه |عندما تنبأ بوجود كوكبٍ أبعد من| أورانوس| بناءً على المعادلات الرياضية فقط،
فما هي قصة اكتشاف الكوكب الثامن؟
المشاهدات الأولى:
يتوقع العلماء بأن عدداً لا بأس به من |علماء الفلك| قد تمكنوا من رصد كوكب| نبتون| منذ| القرن السابع عشر|، ومنهم الفلكي الشهير |غاليليو غاليلي|، الذي رصده مرتين في سنة 1912و 1913، بواسطة تلسكوبه الصغير،
ولكن لا توجد أية أدلة على أنه تعرّف عليه على أنه كوكبٌ آخر في |المجموعة الشمسية|،
بل على الأغلب أنه ظنه نجماً أزرق،
وقد أشارت بعض الرسومات التي تركها غاليليو إلى كوكب نبتون ولكنه لم يذكر الكثير عنه.
وكذلك تبين بأن فريق عمل| مرصد لالاند |في باريس، قد تمكنوا من رصده عام 1975 ولكنهم لم يكتشفوا بأنه كوكبٌ آخر بل ظنوه نجماً أزرق أيضاً.
الاكتشاف الرسمي لنبتون:
لم تكن مشاهدة نبتون بالعين المجردة ممكنة بسبب بعده وظلمته، وإن أول مشاهدة واضحة وصريحة له كانت من قبل يوهان جدفريد جال في 24 سبتمبر عام 1846،
ولكن جون هيرشل ابن وليم هيرشل الذي اكتشف كوكب| أورانوس|، أعلن بأنه شاهد نبتون بالصدفة في عام 1830 أثناء مراقبة السماء.
ولكن الكثير من العلماء كانوا قد توقعوا وجود نبتون رياضياً، ومنهم الفرنسي أوربان لوفرييه، والبريطاني جون كوتش آدمز.
وبعد سبعة عشر يوماً فقط من اكتشاف نبتون ورصده، تمكن وليام راسل من رصد| ترايتون| أول قمر مكتشف من أقمار نبتون الثلاثة عشر.
اكتشاف الإختلالات في مدار أورانوس:
قام العالم أندريس جوهان ليكسل في عام 1821، بحسابات لمدار أورانوس، فوجد فيها بعض الاختلالات،
كذلك وضع أليكس بوفارد جداول فلكية تتوقع مواضع كوكب أورانوس المستقبلية، ولكن الأرصاد اللاحقة بيّنت وجود بعض الاختلالات في مداره،
وكان من الممكن تفسير تلك الاختلالات بعدة طرق، فقد تكون| جاذبية| الشمس على مسافات كبيرة تختلف عما وصفته قوانين نيوتن،
وقد تنتج مثل تلك الاختلالات عن خطأ ما في المراقبة، وقد تنتج عن وجود كوكبٍ أبعد من أورانوس لم يُكتشف بعد.
أصل تسمية نبتون ومواصفاته:
كلمة نبتون كلمة إغريقية تعني إله الماء أو إله البحر عند الرومان، وقد أطلقت عليه هذه التسمية بسبب لونه الأزرق،
وهو رابع كوكب في المجموعة الشمسية من حيث الحجم، بعد |المشتري| و|زحل| أورانوس. وثالث أكبر كوكب من حيث الكتلة بعد المشتري وزحل، فكتلته أكبر بقليل من جاره أورانوس، ويكمل نبتون دورته حول| الشمس| خلال 164.8 سنة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك