خواجات الغرب عقدة أم حل
خواجات الغرب عقدة أم حل تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
الأوربيون قديما استعمروا قارة استراليا، بدأ الاحتلال عن طريق طيار أوربي، ضل طريقه، فاضطر لهبوط اضطراري، وصدف أن مكان الهبوط كان بقرية، قريبة لسكان استراليا الأصليين، أصحاب هذه القرية،هم بشر معزولين تماما عن العالم، ولم يخالطوا لأحد من البشر، حتى أن صوت محرك الطيارة، أرهب السكان، وعندما خرج الطيار من طائرته، وجدوا شخص غريب، مختلف عنهم في اللباس والشكل الخارجي، وظنوا أنه الإله، قارة استراليا كانت وحيدة مغلقة على نفسها، من هنا نشأة عقدة الخواجا.
الطبيعي جدا، لقرية منغلقة عن العالم، عند رؤية هذا التطور الكبير، أن يقدسنه، لكن عقدة الخواجا لماذا بقيت واستمرت؟
_ماهي عقدة الخواجا؟
بدأت هذه العقدة، ببداية |النهضة الصناعية| بأوربا، كمثال السعودية، فهي كانت مجرد قبائل، ومربي أغنام، وقبل اكتشافهم للبترول، ومع اختلاط السكان بسكان أوربا، والمجتمع الأوربي، أصبح سكان السعودية،مجبرين على احترام الأوروبيين،لما قدموه من اختراعات،واكتشافهم للبترول في بلادهم.
_معظم |الاختراعات| ، تصل متأخرة للوطن العربي، من الطبيعي أن نجد الانبهار عند الشعب العربي، حيث أن الغرب، هو من ينقل إلينا العلوم، في الوقت الذي يريده هو، وهنا نجد أن الخواجا، شخص لا نستطيع أن نصل إليه، لما يملكه من قوة المال والعلم، وحتى جعل كل شيء له علاقة بالغرب، هو خواجا.
المشكلة تفاقمت
أصبح العرب، يثقون بالخواجا ثقة كاملة، من ناحية المعرفة والمال، حتى المؤسسات، تعتقد أن البضائع الأجنبية، أفضل مما ينتجه المجتمع العربي، وانظر إلى التجارة ، عندما نسمع كلمة مستورد ، مباشرة نعتقد أن المنتج أفضل من منتجاتنا، نلاحظ أن |التجارة الأمريكية|، ازدهرت بشكل كبير في الدول النامية، وحتى تجارة الصين في الآونة الأخيرة، وللأسف أصبح المنتج المستورد هو الأفضل دائما.
للعلم بالشيء
وطننا العربي يملك قوة علمية واقتصادية، كمثال |أحمد زويل|، حاصل على جائزة نوبل، هذه من الناحية العلمية، و|محمد صلاح|، أشهر لاعبين كرة القدم، هذا من الناحية الرياضية، و |د.مجدي يعقوب|، من الناحية الطبية، فوطننا العربي مليء بالإبداع والإمكانيات
لكن لماذا عقدة الخواجات باستمرار إلى الآن؟
_ السبب الرئيسي لهذه العقدة، هو شعور الشعب بالنقص، والإحساس بقلة الثقة للنفس، فللأسف مجتمعنا، تربى على قاعدة الغرب أفضل، حتى نلاحظ تقليد الغرب، وجعل من حياتنا قريبة لهم، معتقدين أن هذا أفضل لحياتهم وأكثر تطورا، شعور النقص الذي تربى عليه المواطن العربي،هو أساس المشكلة.
من الممكن التفوق على الغرب بأمور عديدة
ومقياسنا للأمور يجب أن يكون موضوعي، بعيدا عن الجنسية، كل مقياس مبني على الخبرة والتجربة، يجب علينا أن نثق بأنفسنا على جميع المجالات،في الطب، العلم، التجارة...، والموضوعية دائما هي المقياس، فنحن العرب قديما، كنا من يصدر العلم، وأوربا غارقة في الظلمات، لكن إن بقينا ننظر للأمور بنقص، لن نحرز المجد والتقدم أبدا.
أحمد القادري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك