الفقر الناتج عن الإنفاق المبالغ به
الفقر الناتج عن الإنفاق المبالغ فيه |
هل تساءلت يوماً لماذا أنا فقير بينما صديقي غنيّ؟
هل تساءلت لماذا لا أملك المال بينما صديقي لديه الكثير من المال ولديه سيارة ومنزل وغير ذلك؟
هذا المقال سيجيبك على تساؤلاتك.
مما لاشكّ فيه أنّ الأرزاق مقسّمة بين الناس وأن لكلّ إنسان نصيبه في هذه الدنيا، لكن أيضاً من المؤكد أن لكل سبب مسبب ولكل إنسان ما سعى،
لذلك لابدّ من أن الغنيّ يتبع سياسة معينة يحافظ من خلالها على ثروته ولولا ذلك لخسر كلّ أمواله وثروته، كذلك فإن الفقير غالباً ما يعتمد سياسةً معيّنة واستراتيجة محدّدة تجعله يظل ساكناً في مكانه لا يتطور أبداً.
إذاً يوجد سياسات وعادات محددة اتباع الإنسان لها هو ما يحدد كونه إمّا |إنساناً غنيّاً| أو| إنساناً فقيراً|، وقد تكون هذه السياسة خارجة عن إراته كأن تكون مفروضة عليه، لكن من المؤكد أن له الدور الأكبر في الخضوع لهذا الواقع والتجاوب معه.
هل حقاً أنا فقير أم أنني لا أحسن التصرف؟
قد يكون المال الذي تتقاضاه قليلاً بالفعل ولا يكفي لتأمين متطلبات الحياة الرئيسيّة، لكن من الممكن أيضاً أن يكون الأجر الذي تتقاضاه جيّد وكافي
لكن المشكلة تكمن في عدم قدرتك على التحكم في هذا المال وإنفاقك له في أمور.
لماذا أنا فقير؟
أمام كل فرد نوعين من المتطلبات التي تنقسم بين| المتطلبات الأساسية| و|الاحتياجات الثانوية|
فالاحتياجات هي متطلبات رئيسيّة لا يمكن الاستغناء عنها أو العيش بدونها وبالتالي أنت مضطر لإنفاق المال من أجل تأمين هذه الاحتياجات والمتطلبات كالإنفاق من أجل تأمين الطعام وتسديد فواتير المياه والكهرباء وتأمين متطلبات المدرسة للأولاد
أما الرغبات فهي أمور ثانوية يمكن الاستغناء عنها كالسفر بقصد السياحة، والذهاب إلى السينما بشكل متكرر، والاعتماد على الوجبات السريعة والأكل من المطاعم وغيرها من الاحتياجات التي لا يؤثر الاستغناء عنها.
فإذا كنت تنفق معظم أموالك على الرغبات أكثر من الاحتياجات فهذا السبب إذاً هو الذي يجعلك فقير.
كيف أوازن مصروفي وأعتدل في الإنفاق ؟
إذا كنت من الصنف الذي يصرف معظم أمواله في الرغبات والامور الثانوية فأنت لست فقير لكنك لا تعرف كيف تحافظ على أموالك وكيف تبني ثروة، لأن الفقير هو من لا يملك المال الكافي لتغطية| متطلبات الحياة|.
ومن أجل أن تخرج من قاع الفقر وتتحول إل شخص ثري عليك أن تتعلم مايلي:
أولاً- اعمل على تأمين احتياجاتك الرئيسية من طعام وشراب ولباس ودواء.
ثانياً- خصص ولو جزء بسيط من المال وادّخره للظروف الطارئة التي قد تواجه أي إنسان في أي لحظة.
ثالثاً - ابتعد عن الأفراد الذين يتفاخرون بشراء ملابس غالية الثمن أو يتباهون باقتنائهم هواتف أحدث إصدار
لأن وجودك بالقرب من هذه الفئة من الناس ستجعلك عبداً لرغباتك لا لاحتياجاتك بسبب مقارنة نفسك الدائمة مع هؤلاء الأشخاص.
ماذا أفعل إذا كان الأجر الشهري لا يكفي!
ينقسم الأفراد الذين يعانون من قلة دخلهم الأجري إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول : يبحث عن عمل آخر سعياً إلى زيادة الدخل الشهري.
الصنف الثاني : يحاول التقليل من كمية متطلباته وبالتالي تخفيف الأعباء والمصاريف.
وهذين الحلين مناسبين.
الصنف الثالث : احذر أن تكون منه
يقوم بالاقتراض من البنك فيؤدي بذلك إلى زيادة المتطلبات الرئيسية الشهرية عليه وهي السداد إلى البنك مما يؤدي إلى غوصه في قاع الفقر أكثر وأكثر.
ويعتبر أكبر خطأ هو |الاستلاف من البنوك| إذا لم تتطلب ذلك الحاجة والضرورة، إياك ثم إياك أن تستلف من أجل الكماليات والرغبات لأن هذا لن يفيد إلا في زيادة المتطلبات الرئيسية والتي هي تسديد قسط البنك.
كما أنه من الأخطاء الفادحة التي يقوم بها الكثير من الأفراد هو عدم الادخار للمستقبل وللأيام القادمة، فلا يدري أحد منا متى يحلّ به سوء ومتى تواجهه مصاعب الحياة ويضطر للذهاب إلى المستشفى مثلاً أو إصلاح سيارته، أو غير ذلك.
لأن عدم وجود رصيد مدّخر والحاجة إلى المال ستدفعك مجدداً إلى الاستلاف من أشخاص أو البنوك وهذا أمر يزيد من الأعباء المالية المترتبة عليك.
إذاً في الحقيقة نحن لسنا فقراء لكنّنا لا نُحسن التصرف ولا نتقن التخطيط السليم
لذلك فإن الحل الأنسب للتخلص من الفقر والبدء في تأسيس ثروة مالية هو الاستغناء عن الثانويات التي يمكنك العيش بدونها، وبمرور الوقت وبعد أن يصبح لديك المال الكافي لتغطية احتياجاتك توجه حينها للكماليات.
بقلمي هيا الشيخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك