ما الذي يجب أن نعرفه عن القهوة والشاي؟
ما الذي يجب أن نعرفه عن القهوة والشاي؟ تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
يستهلك العالم يومياً أكثر من نصف مليار كوب من |القهوة|، وأكثر من ملياري كوب من |الشاي|، ولكن شرب الشاي والقهوة ظاهرةٌ حديثةٌ نسبياً في مختلف بقاع الأرض، فالقهوة لم تكون معروفةً بين الناس قبل خمسمئة سنة، وقد انطلقت بدايةً من الحبشة، فوصلت شبه الجزيرة العربية، ومنها انتقلت إلى العالم، وتم اكتشافها بالصدفة من قبل أحد اليمنين الذي زار الحبشة، في القرن الخامس عشر، وعندما مضغ ثمار البن بعد أن شعر بالجوع، اكتشف بأنها تمنحه شعوراً جميلاً، ولكنها مرّة المذاق، فقرّر غليها بالماء ليتخلّص من مرارتها، وعندما شرب ماءها المغلي اكتشف المشروب اللذيذ الأكثر شهرةً في العالم.
انتشار القهوة في العالم:
أخذ اليمني معه شجرة البن إلى اليمن، فزرعها هناك، وبدأ الناس يشربنها ويستسيغنها، وخاصةً الذين أرادوا السّهر لساعاتٍ طويلة مثل طلبة العلم ورجال الدين، فانتشرت القهوة بسرعةٍ حتى وصلت إلى مكّة المكرمة فالمدينة المنورة، ومنها انتقلت إلى بلاد الشام والقاهرة وإسطنبول، ثم عبرت البحر الأبيض المتوسط مع السفن التجارية لتصل إلى أوروبا وشمال أفريقيا، وبقية العالم.
فوائد القهوة:
في بداية انتشار القهوة، حاول بعض الناس منعها وتحريمها بحجّة أنها نوعٌ من المخدرات، ولكن الدولة العثمانية المسيطرة آنذاك، أعلنت بأن القهوة ليست من المسكرات ولا المنكرات، وليست خطيرة، فأباحت انتشارها، ومع الوقت اكتشف الناس بأن لها الكثير من الفوائد، فهي منشّطٌ ومنبّهٌ جيد، وتقمع الشهية، وفيها مضاداتٌ للأكسدة، وتحمي من النوبات القلبية والدماغية، وتخفف من خطر الإصابة بسرطان الفم وجهاز الهضم، وذلك بفضل مادة الكافيين الموجودة فيها.
أخطار ومضار القهوة:
لعل أسوأ ما في القهوة هو الإدمان على الكافيين، فالكثير من الناس لا يستطيعون بدء يومهم قبل تناول القهوة، وتصنّف منظمة الصحة العالمية الإدمان على القهوة كأحد الأمراض العصبية، ولكن الكافيين لا يوجد في القهوة فقط، فهو موجود في الشاي و |الشوكولا| وغيرها، ولكن تركيزها أعلى في القهوة، وإن كمية الكافيين التي نحصل عليها من القهوة تعتمد كثيراً على طريقة إعدادها، وهناك الكثير من هذه الطرق، كما تسبب القهوة إرباكا للساعة البيولوجية، وتجعل النوم قلقاً، وتزيد معدل ضربات القلب، ولكل ذلك لا يجب الإكثار من تناول القهوة يومياً.
أنواع القهوة حسب طريقة إعدادها:
تختلف نكهة القهوة وتركيزها حسب طريقة إعدادها، وهناك عدة طرق لإعدادها، فأسرع طريقة هي ما نسميه بالاسبريسو، حيث يتم الضغط على القهوة ببخار الماء بضغطٍ يعادل 15 مرة الضغط الجوي، فيخرج الماء بعد أن يتشبّع بالقهوة، وكمّية |الاسبريسو| المتناولة يجب أن تكون قليلةً لأن تركيز الكافيين فيها يكون عالياً، ويصل إلى 50 ميليغرام في الكوب الواحد، أما في القهوة العربية أو التركية فتكون كمية الكافيين حوالي 60 ميليغرام تقريباً (ولا نقصد هنا القهوة المرّة)، مع أن حجم كوب القهوة العربية هو ضعف حجم كوب الاسبريسو، أما كوب القهوة الأمريكية فحجمه مضاعف عن حجم كوب القهوة العربية وفيه كمية الكافيين تصل إلى 120 ميليغرام، أما كوب النسكافيه فيحتوي على 75 ميليغرام من الكافيين لأن النسكافيه هو قهوة مخفّفة، حيث يتم غلي حبّات البن ثم تجفيفها وطحنها لتصبح قهوة |نسكافيه|.
منشأ الشاي:
أما الشاي فقد جاء من الصين، وقد عرف الصينيون الشاي واستخدموه منذ آلاف السنين كمادةٍ طبية، فهو مهدئ لحدٍ ما، وفيه مضادات أكسدة، كما يحتوي على الكافيين، ويختلف الشاي الأسود عن الشاي الأخضر مع أنهما من نفس النبتة، ولكن الشاي الأسود يتم تجفيفه فيتغير لونه ونكهته.
بعد أن تقرأ المقال مع فنجانٍ من القهوة، شارك المقال
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك