ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
من هو المؤمن ومن هو الملحد؟
يعتقد معظم الناس بأن المؤمن هو الشخص الذي يعتقد يقيناً بوجود إله خالق لكل شيء ويتبع لديانةٍ معينةٍ بينما |الملحد |لا يعترف بالأديان جميعها ولا يعترف أصلا ًبوجود الإله،
ولكن الفرق بين |المؤمن| والملحد أعمق من ذلك بكثير.
كيف يصبح الانسان مؤمناً؟
معظم الناس ينتمون للديانة التي ولدوا عليها ووجدوا عليها آباءهم وأجدادهم ولا يحاولون تغييرها أو حتى التفكير في مدى صوابيتها، وذلك ما يعرف بالإيمان الأعمى،
وعندما يبدؤون بالتساؤلات التي يطرحها معظم الناس حول| نشأة الكون |والإنسان وغيرها فإنهم يجدون لدى ديانتهم أو طائفتهم جميع الأجوبة الجاهزة،
وغالباً لا يفكر أحدٌ بإمكانية أن تكون تلك الأجوبة خاطئة بسبب التربية والتلقين والبرمجة المبكرة لعقل الطفل, حتى يتشبّع بتعاليم تلك الديانة ويندمج فيها وتندمج فيه ,حتى تصبح جزءً من حياته وأمراً مسلَّماً به
فيتفرغ لشؤون حياته الأخرى مؤدياً للفرائض التي اعتاد عليها و التي يعتقد بأنها ستوصله إلى النعيم أو إلى الخلاص والراحة الأبدية،
عداك عن القصص الكثيرة التي تملأ دماغه منذ الصغر حول الثواب و العقاب وعاقبة المؤمن وعاقبة الكافر وما إلى ذلك.
العقلية المؤمنة:
تقوم العقلية المؤمنة على| الإيمان|،
ومعنى الإيمان هو التصديق والاقتناع الكامل بشيءٍ ما دون وجود أي دليل مادي عليه، فالإيمان مرتبطٌ غالباً بالغيبيات التي لا يمكن قياسها أو إثباتها ولا حتى نفيها بالأدلة المادية.
العقلية الملحدة:
هي العقلية التي لا تستطيع أن تؤمن أو تقتنع بأية فكرةٍ بدون وجود دليلٍ ماديٍ عليها، وتعتقد بأن الإيمان بدون أدلةٍ ماديةٍ مقنعةٍ وقاطعة هو أمر خاطئ وغير واقعي.
بناءً على فهمنا للعقلية المؤمنة والعقلية الملحدة يمكن أن نصل إلى..
الفارق الحقيقي بين المؤمن والملحد،
فالمؤمن مقتنعٌ تماماً بوجود| إلهٍ| خلق كل شيءٍ، ووضع التعاليم والفرائض التي يريدها في كتبٍ مقدّسةٍ أوصلها إلى أنبيائه وكلّفهم بنقلها إلى الناس،
ولذلك نجد المؤمن مرتاحاً ومطمئناً لأن التعاليم التي يلتزم بها هي تعاليمٌ إلهيةٌ لا تقبل الشك أو التفكير وليس عليه سوى الالتزام بها لينال الدنيا والآخرة.
أما الملحد فهو يرفض كل ذلك ويبحث عن الحقيقة التي تقنعه ويطمئن لها قلبه.
إضافةً لذلك نجد المؤمن قابلاً أكثر لتصديق |الأساطير| والخرافات والمعجزات وأعمال السحر وقصص الشياطين لأن عقله مبرمجٌ على قبول الأفكار دون التفكير فيها ودون الحاجة لوجود أدلةٍ عليها،
بينما لا يستطيع الملحد قبول كل ذلك ويعتبره نوعاً من الجهل والتخلف.
ومن ناحيةٍ أخرى نجد المؤمن أهدأ بالاً وأقل قلقاً لأنه مقتنعٌ تماماً بوجود من يحفظه ويحميه ويعتني به ويواسيه في أحزانه ويرفع عنه الظلم والبؤس والشقاء
وإن لم يجد ذلك في حياته فسيجده بشكلٍ ما بعد موته،
وكذلك نجد الكثير من المؤمنين يسارعون لفعل الخير لكي يغسلوا أخطاءهم أو ليحسّنوا درجتهم في الآخرة.
أما الملحدون فهم لا يشغلون بالهم بفكرة الثواب والعقاب ولا حتى الحساب ومرحلة ما بعد الموت فنجدهم أكثر انشغالاً في البحث عن |الحقائق| التي يعلمون بأنهم لن يحصلوا عليها .ما يزيد في إرباكهم وحيرتهم،
ولكنهم مرتاحون من التفكير بما بعد| الموت| فلا يعكّر عليهم صفو حياتهم إلا مشاكل الحياة نفسها وما يشغلون به أوقاتهم وعقولهم،
وعندما يقدم الملحدون على فعل الخير فهم يقومون به من جانبٍ أخلاقيٍ وبدافعٍ إنسانيٍ لا يبتغون من ورائه شيئاً.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك