مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 10:41:00 م

الحكم الاستبدادي.... من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد


الحكم الاستبدادي.... من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
الحكم الاستبدادي.... من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
تصميم الصورة: وفاء مؤذن


إذا عرضت أي مشكلة سياسية في العالم على مجموعة من الناس ستجد أنّ كل شخص سيوضّح سبب المشكلة من وجهة نظره، فالكل لديه فكرة عن نظام سياسي يحبّ أن يطبقه في هذه المشكلة،

 وهذه المشكلة من وجهة نظره ستحلّ إن طُبقت أفكاره.


الكواكبي في هذا الكتاب وضع المرض الذي يمكن أن يسبب كل المشاكل السياسية ألا وهو الاستبداد.


بدايةً ما هو الاستبداد؟

هو |السلطة| المطلقة التي تمكّن بعض الأفراد من التصرف دون حساب، أيّاً كانوا هؤلاء الأفراد الذي يحكمون المنطقة استعمار أو جماعة.


وهذه السلطة تستخدم |الاستبداد| بطريقتين هما |الجهل|، و|الضعف|


فمن أهم أسباب استمرار أي استبداد ممارس على الأفراد أن يكونوا الأفراد جاهلين وأيضاً ضعفاء

فالجهل يكون سبباً لعدم معرفة قدراته وإمكانياته للتغلّب على هذه السلطة.

والضعف يكون سبباً في عدم امتلاك الجرأة لمواجهة هذا الاستبداد.


ما تأثير الاستبداد على العلم؟

السلطة المستبدة تكون ضمن مهامها المهمّة أن تبقى أفرادها جاهلين، حيث المستبد يحارب العلم والتطور حيث يكون العلم مهدد كبير لسلطته.

حيث يبقى هو المسيطر الممتلك لكل خبايا المعرفة وأي أحد يريد التطور يجب أن يطرق بابه في البداية.


ما تأثير الاستبداد على الدين؟

المستبد دوماً يلجأ لاكتساب صفة دينية ويقوم بالتقرّب من رجال الدين، لكي يطالبوا الشعوب بالصبر على البلاء والفقر إن قام المستبد بأي عمل سبب في فقر الناس وتعاستهم، وفي حال قام بأي عمل سبب في تطور بلدهم يجب أن يُشكر حيث الله معه ويوفقه دائماً.


الاستبداد والمجد:

كل الناس عموماً تسعى لأن تتمجّد وأن تُحترم، ولكن ذلك يجب أن يكون مقابل إنجاز قام بتحقيقه، ولكن الشخص المستبد يطمح لأن يُمجّد ويُعظّم، ولكنّه لا يملك الإنجازات اللازمة لهذا المجد، فهو يتصنع المجد فيلجأ لأدوات الرَفَاهيَة التي تظهر المُلك الذي يعيش فيه،

 فيشيّد المباني والقصور البرّاقة، وإن لم تكن بلده فيها هذا القدر من الرَفَاهيَة.


تأثير الاستبداد على المال:

الاستبداد يؤدي إلى فقدان الثقة بين المستبد والشعب، فالشعب يقوم بإخفاء أي ممتلكات يملكها أو أي خبرة أو مهارة خوفاً من خسرانها أو تملّكها من قبل المستبد.

 وتسود فكرة أنّ الشخص الذي يتمكّن من النجاح هو الشخص الذي يستطيع إدارة أموره دون أن تعلم حكومته عنه أي شيء.


تأثير الاستبداد والإنسان:

المستبد يميل بتصرفاته إلى ضمان بقاء الشعب مذلولاً له وبحاجته بشكل دائم، فإن قام الشعب بالتبليغ عن مجموعة تابعة له تسرقه، سيقوم بتعويضه دون أن يقوم بحلّ المشكلة من جذورها، بحيث يقع الظلم بشكل دائم على الشعب ويلجأ الشعب للمستبد لكي يعوّض حقوقه.


تأثير الاستبداد والأخلاق:

الاستبداد يحاول بشكل دائم أن يؤثّر على أخلاق الناس، حيث يقوم بتسمية الصفات الجيدة التي يريد إزالتها بتسميات أخرى، فنصرة الضعيف تتحول إلى تدخّل في شؤون الآخرين، والشخص المطيع الذي ينفذ الأوامر يصبح هو الشخص المثالي الذي يجب أن يُحتذى به.


هذه صفات المستبد ولكي يتمكّن أي شعب من أي يزيل حكم المستبد، عليه التسلّح بالعلم والمعرفة ومعرفة حقوقه كإنسان وكمواطن، بحيث يكون واعٍ لمشكلة الاستبداد بدايةً وأن يدرك هذه المشكلة، فالثورات والاضطرابات نادراً ما تتمكّن من إزالة الاستبداد قد تزيل الشخص المستبد لكن لا تزيل الحكم الاستبدادي، يجب محاربة الاستبداد بترقّي الأفراد حيث يهتم كل مرؤوس ومسؤول عن جماعة بحقوق جماعته بدءاً من الأسرة الصغيرة حيث يتجنّب الفرد أن يمارس الاستبداد خلالها، ويهتم بأخلاقه، فعندها ستنشر أفكاره لمن حوله من المجتمع.


بقلمي دنيا عبد الله ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.