السعادة حقيقيّة .. و ليست مطلقة
السعادة حقيقيّة .. و ليست مطلقة تصميم الصورة : رزان الحموي |
السعادة المطلقة ..
هي وهمٌ يسيطر على عقول الناس و حياتهم , نتيجة أحزانهم العميقة , و خيباتهم المتراكمة , و آهاتهم الصاعدة , و الأفكار التي زُرعتْ منذ صغرهم بغض النظر عن الطريقة ..
اليوم حديثنا سيكون عن السعادة بمنظورٍ أعمق , و أنضج , و أوعى .. بمنظور السلام ..
بدايةً عليك أن تعي جيداً فكرة :
" السعادة لها نهاية .. الحزن به نهاية .. كل شيء في هذه الدنيا .. له نهاية " ..
و لكن بإمكاننا خلق سعادة تجعلنا اليوم أفضل في كل نواحي الحياة ..
سؤالٌ يطرح نفسه ..
" هل شاهدتَ مرة قطة حزينة أو تبكي دون أي سبب ؟!
هل رأيتَ طائراً مكتئب ومتوتر لا يعرف ماذا يفعل في حياته ؟! .. "
مستحيل .. لماذا ؟!
لأنهم ببساطةٍ تامة يسيرون بتناغمٍ عظيمٍ تام مع ذكاء الكون الفريد ..
حتّى أنت .. في فترةٍ معينة .. كنت في هذا التناغم ..
متى؟!
عندما كنت تكاغي في حضن والدتك ..
طفلٌ صغيرٌ لطيف .. يبتسم للحياة .. دون أن تهبه أي مقابل ..
حيث أنَّ |السعادة| كانت جزء لا يتجزأ من حياتك اليومية , و دقائقك الثمينة ..
فحتى و لو جاءك أحدهم وسألك : هل تريدني أن أعلّمك كيف تكون سعيد ؟! "
في هذه اللحظة , أنت غير قادر على فهم السؤال , لأنه لا أحد يستطيع أن يعلّمك السعادة ..
لأنك من جذور أعماقك .. سعيد ..
" فالسعادة .. لا تُدّرس " ..
اليوم ..
و بعدما عبرتَ قطارات العمر المختلفة , و حملت معك حقائب التجارب و الخبرات ..
أصبحتَ تائهاً .. غير مدرك لطريق العودة لمصدر السعادة .. الحقيقية في حياتك ..
لكي نعود إلى ذلك .. البستان المملوء بالنعيم ..
علينا أن نتخلّص من فكرة " السعادة شيء ما.. هناك " ..
أو بمعنى آخر , السعادة هي شيء أفقده الآن .. و واجبٌ عليَّ الحصول عليه .. و سنضع مكانها :
" السعادة شعور أصلاً موجود في هذه اللحظة .. بداخلي و أنا من تخلّيت عنها .. "
ما الفرق بين العبارتين ؟!
لنتخيل أنَّ السعادة لها ثمن نقدي , هنالك أشخاص ثمن سعادتهم " وقوع القهوة على بنطالهم " ..
و أشخاص آخرون , ثمن سعادتهم جداً عالي , لدرجة أنه شبه مستحيل .. شخص ما أو حدث ما يؤثر سلباً عليهم ..
و هذا ما يجعلنا نصل إلى استنتاج مبطن ..
" السعادة شعور أشعره هذه اللحظة , و إن لم يكن كذلك .. فأنا بعتُ هذا الجوهرة .. "
هل يستحق الشخص ألا الشيء أو حدث الذي بعتَ سعادتك من أجله ؟! ..
و بالعودة إليك عندما كنتَ صغيراً , فقد كانت ثمن سعادتك جداً مرتفع .. , حتى و لو بكيت من أعماق قلبك .. دقائق معدودة فقط ..
و ستعود إلى .. حالتك الطبيعية .. "نشوة السعادة " ..
هل علينا دائماً أن نبقى هكذا ؟! سعداء متفائلين ؟
بالطبع لا .. أنتَ لستَ آلة .. أنت إنسان , مكوّن من مشاعر و أحاسيس و روح ..
لكن عليك أن تتذكر كيفية التناغم الكوني ..
و أن تعود إلى حالتك الطبيعية مع عمرٍ كاملٍ من الرضى ..
بهذه الطريقة فقط ..
ستشعر آنياّ ..
بالسعادة الحقيقية ..
شهد بكر✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك