كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الأول
كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الأول تصميم الصورة: رزان الحموي |
قبل وفاة "ستيف جوبس" بخمس سنوات، وتحديداً في عام 2005، أصيب بمرضٍ عضال، فخضع لجراحةٍ خطرة، ورغم نجاح العملية، فإنه لم يتعافَ تماماً، وبدأ جسده بالانهيار، حتى أن شكله الهزيل بدأ يخيف الناس وعلى رأسهم مستثمري "|وول ستريت|"، والبورصة الأمريكية، ففكرة موته كانت كابوساً لهم، ولكنه لم يكن غافلاً عن حقيقة موته يوماً ما، فكان قبل ذلك بكثير يخطط لمرحلة ما بعد موته.
وصول آبل إلى حافة الإفلاس:
نجح ستيف فعلاً بتجهيز شركة |آبل| لما بعد رحيله، فقد تعلّم الدرس القاسي الذي تلقاه في مرحلة غيابه السابقة عن شركته، فحينها تم الانقلاب عليه واستبداله بمدراء غير أكفاء، ما تسبب بدمار الشركة وانحسار ابداعاتها، حتى أصبحت شركة آبل أسوأ مكانٍ للعمل، ولكنه عاد بعد غياب اثني عشر عاماً إلى منصبه وأعاد شركة آبل أفضل مما كانت، ولكن ما الذي حدث في فترة غيابه؟
كيف طُرد ستيف من شركته؟
تأسست شركة آبل سنة 1976 على يدي "|ستيف جوبس|" و"ستيف ويزني"، فكان جوبس يتولّى عمليات الإدارة و|التسويق|، بينما كان ويزني العقل الهندسي للشركة، ولكي يتمكن جوبس من الانطلاق سريعاً بشركته، كان بحاجةٍ إلى الكثير من المال، فاضطر إلى بيع معظم حصته من الشركة إلى المستثمرين، فأصبح لا يملك أكثرية الأسهم التي تعطيه حق الإدارة.
ظنون خاطئة:
رغم أن جوبس لم يعد يستطيع تقرير مصير شركته التي أسسها، إلا أن معظم كبار المستثمرين وأعضاء مجلس الإدارة كانوا يعرفون قيمته وإمكاناته، وهذا ما جعلهم يحتفظون به كمديرٍ تنفيذي للشركة، وفي مطلع الثمانينيات، أصبحت آبل من كبرى الشركات الأمريكية والعالمية، فشعر مجلس الإدارة بأن الوقت قد حان للتخلي عن ستيف جوبس لأنه لم يكن قادراً على إدارة شركةٍ بهذا الحجم بسبب عمره الصغير وقلة خبرته، بحسب ظنهم.
تقسيم الإدارة:
عرض مجلس الإدارة على جوبس أن يستعين بأحد المدراء التنفيذيين الكبار في إدارة الشركة، فأحضر جوبس شخصاً يدعى "جون سكالي" في سنة 1983، والذي كان مديراً تنفيذياً لشركة بيبسي، فأصبحت الإدارة منقسمةً بين جوبس المسؤول عن التصميم والأجهزة والأفكار الجديدة، وبين سكالي المسؤول عن الإدارة والأمور المالية.
أول الانتكاسات:
بعد عدة أشهرٍ من الإدارة المشتركة، نجحت آبل بإنتاج حاسب |ماكنتوش| سنة 1984، ولكن ذلك الحاسب لم يلقَ نجاحاً كبيراً آنذاك، وقد نسب جوبس السبب وراء ذلك إلى سعره المرتفع الذي فرضه سكالي، ولكن الحقيقة أن الحاسب نفسه لم يكن أفضل من غيره، خاصةً بعد ظهور مايكروسوفت وبرامجها في سوق العمل.
خروج ستيف جوبس من آبل:
بعد ذلك بفترةٍ قصيرة، وقع الخلاف بين مديري الشركة، وانقسم مجلس الإدارة إلى فريقين، وبعد عدة أشهر أصبح جوبس وفريقه يتصرفون وكأنهم شركةٌ مستقلة، وهذا طبعاً لم يعجب سكالي الذي دعى مجلس الإدارة إلى اتخاذ قرارٍ حازمٍ بهذا الشأن، فقرّر مجلس الإدارة تحييد ستيف جوبس عن الإدارة في عام 1985، وهذا طبعاً لم يُرضِ جوبس فترك الشركة، ولم يستطع جوبس ابتلاع ما حدث معه أبداً، فراح يخطط للثأر من كل الذين طردوه من شركته، فأسس شركة NEXT وراح يعد العدة للانتقام.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك