كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الثالث
كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الثالث تصميم الصورة: رزان الحموي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟
فرحةٌ لم تكتمل:
شعر العاملون في شركة جينيرال ماجيك بخيانة شركة |آبل|، ولكنهم استمروا بالعمل على جهازهم، حتى أطلقوه في سنة 1995، وأثبتوا نجاح جهازهم فدخلوا البورصة المريكية، وارتفعت قيمة شركتهم إلى ستمئة مليون دولار، فبدا بأن هذه الشركة تتأهل لمستقبلٍ مشرق، ولكن فجأةً ظهرت الإنترنت على ساحة العمل، فازداد الطلب كثيراً على الحواسيب الشخصية، وبدأت شركاتٌ جديدةٌ تظهر على الساحة تقدم حواسب أفضل بأسعارٍ أقل مثل DEL و HP وغيرهما.
إفلاس جينيرال ماجيك وتخبط آبل:
نتيجة للتطورات السريعة بعد ظهور الإنترنت، بدأ كبار المستثمرين ينسحبون من شركة جينيرال ماجيك ويتحولون إلى الاستثمار في شركات الإنترنت، فانهارت شركة جينيرال ماجيك وأشهرت إفلاسها في عام 2002، أما شركة آبل فقد جلبت مديراً جديداً بعد سكالي، ولكنه لم يفعل شيئاً خلال ثلاث سنوات، واستمر تراجع حصص آبل في سوق الحواسيب الشخصية، فعينت الشركة مديراً جديداً يدعى جيل إميليو.
عودة ستيف جوبس إلى آبل:
ما أن استلم جيل إميليو إدارة شركة آبل، حتى قرأ جميع معطياتها، واستعرض فرصها في النهوض مجدداً، فأيقن بأن شركة آبل على وشك الانهيار، فرأى ضرورة بيع الشركة أو إعلان إفلاسها، ولكنه رأى أيضاً أملاً ضئيلاً قد يعيد لآبل مكانتها إذا قبل |ستيف جوبس| بالعودة إليها.
بداية أخذ الثأر:
كان جوبس في ذلك الوقت على رأس شركتي "نيكست" و"بيغسار"، وكان بعيداً عما يحدث في آبل، ولكنه قبل بعرضها فاشترت منه شركة نيكست وعاد جوبس إلى شركة آبل كمستشار، وليس كمديرٍ تنفيذي، ولكن جوبس أراد العودة إلى آبل من أجل الانتقام فقط.
اكتمال الانتقام:
بعد سبعة أشهرٍ من عودة جوبس، نجح في إقناع مجلس الإدارة بصرف جيل إمليو من منصب المدير التنفيذي، ثم سرعان ما بدأ يتخلص من أعضاء مجلس الإدارة القديم واحداً تلو الآخر، وراح يستبدلهم بأعضاء جدد، حتى تخلّص من جميع الذين تسببوا بطرده في الماضي، ولم يكتفِ بذلك بل راح يتخلّص من كل ما قدّمه جون سكالي، وفي المقدمة جهاز آبل نيوتن، حتى أنه ألغى 70% من منتجات آبل، وأنهى عمل حوالي ثلاثة آلاف موظف.
العودة إلى القمة:
بعد أقل من سنتين من عودة جوبس إلى آبل، بدأت الشركة تجني الأرباح من جديد، فبعد أن كانت خسارتها أكثر من مليار دولار في سنة 1997، أصبحت أرباحها في سنة 1998، أكثر من ثلاثمئة مليون دولار، وفي سنة 2000، أصبح ستيف جوبس المدير التنفيذي رسمياً لشركة آبل، وبدأت منتجاته تغزو العالم مثل |آيفون| و|أيباد| وغيرها من المشاريع الثورية التي نراها اليوم وبدأت في عهد ستيف جوبس.
إذا كنا قد أثرينا معرفتك فشاركنا ولو بتعليق.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك