كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الثاني
كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟ - الجزء الثاني تصميم الصورة: رزان الحموي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول كيف شارفت شركة آبل على الإفلاس؟
بداية الانهيار:
كان طرد |ستيف جوبس| من الشركة صدمةً كبيرةً للمهندسين والعاملين فيها، فستيف هو من كان يمدهم بالرؤية والفكرة، ويضغط عليهم حتى يحققوها، ورغم قسوته وصعوبة التعامل معه في كثيرٍ من الأحيان، فإن طريقته كانت مثمرةً على صعيد العمل، وكانت تُنتج الكثير من الإنجازات، ولذلك ترك الكثير من المبدعين الشركة بعد رحيل جوبس.
صعوباتٌ جديدة في المنافسة:
مع دخول |مايكروسوفت| و|انتل| وآي بي أم سوق المنافسة بقوة، أصبحت صناعة الحواسيب الشخصية أمراً سهلاً، فأي شخصٍ يستطيع تجميع قطع الحواسيب مع بعضها للحصول على حاسوبٍ بالمواصفات التي يريدها، أما حواسيب ماكنتوش فكانت أجهزةً متكاملة لا تقبل التجميع، وكانت أسعارها مرتفعةً وبحدود ضعفي سعر الحواسيب الأخرى.
إدارة فاشلة:
لم تستطع شركة |آبل| تجديد حواسيبها التي انتجتها منذ سنة 1984 لمدة خمس سنوات، فبدأت الشركة تنهار بالتدريج، وبدأ مجلس الإدارة يضغط على جون سكالي للخروج من الأزمة، ولكن سكالي لم يجد إلا المزيد من المبررات الواهية، ورغم بحثه عن إبداعات جديدة لدى مهندسي الشركة إلا أنه لم يصل إلى شيء.
بارقة أملٍ تلوح في الأفق:
بعد فترةٍ طويلةٍ من تخبّط جون سكالي، تم توظيف مهندسٍ جديدٍ في الشركة يدعى "مارك باروت"، اقترح فكرةً جديدةً وجد فيها سكالي مخرجاً له من مأزقه، وكانت فكرة باروت تقوم على تصنيع حاسوبٍ جديدٍ له شكلٌ ومواصفاتٌ جديدة، وكان أشبه بالهاتف النقال في أولى أشكاله، ولكن باروت رأى استحالة إنتاج هذا الجهاز في شركة آبل الحالية، فاقترح بناء شركةٍ جديدةٍ تقوم بذلك.
افتتاح الشركة الجديدة:
قام جون سكالي يعد اقتناعه بأفكار مارك باروت وفريقه، بإقناع مجلس الإدارة بتلك الأفكار، وتم بالفعل افتتاح شركة "جينيرال ماجيك" بمشاركة الكثير من المستثمرين وعمالقة شركات التكنولوجيا مثل سوني وفيليبس وسانيو وغيرها، على أنها شركةٌ مستقلة، ولكن الضغوطات على جون سكالي من مجلس الإدارة لم تهدأ بل ازدادت كثيراً، فقرر سكالي أن يقوم بتنفيذ مشروع مارك باروت في شركة آبل نفسها، لعله يجد مخرجاً له مما هو فيه.
الهروب إلى الوراء:
بدأ بالفعل فريق عملٍ جديدٍ في شركة آبل بالعمل على تنفيذ الجهاز الذي حمل اسم "آبل نيوتن"، وهو شبيهٌ بجهاز "التابليت" اليوم، وهو شبيه بالجهاز الذي عملت على إنتاجه شركة جينيرال ماجيك، ولكن فريق العمل في جينيرال ماجيك كان يمتلك رؤيةً أبعد وأوسع حول ذلك الجهاز، فكان جهاز آبل نيوتن كجزءٍ مسروقٍ من الجهاز الأصلي.
خيبة أمل سكالي:
في عام 1993، أعلن سكالي عن جهاز شركته الجديد آبل نيوتن، بسعرٍ تجاوز ستة آلاف دولار، وأعلن في لقاءٍ صحفي بأنه يتوقع بيع مليون جهازٍ منه في السنة الواحدة، ولكن النتيجة كانت بأن عدد المبيعات لم يتجاوز خمسين ألفاً، بسبب السعر المرتفع والعيوب التقنية التي بدأت تظهر في الجهاز، ما أدى إلى فشل الجهاز وطرد سكالي من منصبه.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك