مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/20/2021 09:21:00 م

هل تعتقد أن فن صناعة الأغنية له وصفة سرية؟ - الجزء الثاني


سَنتابع في هذهِ المقالة ،الجزء الثاني من فن صِناعة الأُغنية  فهيا بنا ..

في المقال السّابق ،تكلمنا عَن المُنتج وأَجبنا عَن الأسئلة التي قد تتوارد إلى أذهانِكم بما يخُص عملية الإنتاج ،واليوم سنتكلم عن جِزء مُهم جداً في صِناعة هذا الفن فمن هو الشَّاعر؟

2-الشَّاعر : 


إنّ كتابة الأُغنية ليست بالمهمّة السّهلة كما يظُن البَعض ،فليست بتلك السّهولة المُتخيلة بل على العَكس ،فكغيرها مِن المِهن يواجه الشّاعر الكَثير من الصّعوبات ،والمعوّقات المُضاف
إليه الجهد الذّهني ،الذي يَأخذ الكثير مِن طاقة الشّاعر  ،حتى يخرج بقالب فني بكلمات ساحرة نابعة من صَميمه .

ماهي الصّفات التي من اللّازم أن تتوافر في الشّاعر المتمرّس؟

إنّ الشّاعر ذو الدّراية ،والتقاطيع الشّعرية الصّحيحة المبنية على البحث والعلم ،تجعل مِنه شاعراً متميزاً أكثر من شاعر لا يمتلك هذه الصّفة ،فحتى لو لَم تكن الطّريقة مُتبعة كثيراً
في الزمن الحالي للنّوع المُنتشر للأغاني، وأنّ الطّابع الشّعبي والعامي أصبح المُسيطر ،ولكن هذا لا يَمنع من كَونه جِزءاً بنّاءاً غاية في الأهميّة للشّاعر، يؤثر على خِبرته وحِنكته وصِحة لسانهِ.
فلا يمكن المقارنة بين شاعر متمرس ،وآخر هاوي  أيضاً يجب أن يكون مطّلع على المستجدات الجديدة ليواكب كل جديد ،ويبقى نوع الشعر الذي يكتبه مطلوب ومحبوب.

-ماهي الصّعوبات التي تشكل هاجس للشّاعر؟

مِن أكبر المَخاوف التي تُطارد الشّاعر هي أن يكون إنتاجه الشّعري من كلمات مُشابه ولو قليلاً كلمات أُخرى مكتوبة لِشاعر آخر ،وليس مَحصور بزمن واحد ،وإنّما على مرّ العصور ،
هذا ما يدفع به ليكون ذو إطّلاع على أكبر قدر مُمكن مِن الإنتاج الشّعري المُنتَج حتى الآن ،ليتمكن من كِتابة شيء متفرد ليس له شَبيه ولا مَثيل. 


-هل هُناك معيار نجاح مُرتبط بكلِمات الأُغنية؟ 

إنّ نَجاح الأغنية والعَمل الفني ككُل مُرتبط بِنجاح كلمات الأُغنية ،فبنجاحها يتحقق الجِزء الأكبر من النّجاح،  فالشّاعر المُحترف وإستناداً لِتاريخه وتاريخ نجاحاته، يُمكن 
أن يَعرف النّمط الرّائج ،والمَطلوب ،والمحبّب الذي مِن شأنِه أنّ يحقّق نَجاح ساحق للعمل ، فالانسجام والاحتراف والمعرفة العَميقة باحتياج السّوق من أكثر الصّفات المطلوبة بالشّاعر، 
والتي تحفر له اسم من ذهب في هذا العالم الخلّاب والخلّاق ،كما أن الكلمات البَسيطة القريبة من أرواح الجُمهور سَهلة الحفظ والترديد من قبلهم ،تعد من أصعب الأنواع ،فالكلمات المُركبة ذات المعنى الصّعب 
لم تعد المطلوبة وبالتالي لم تعد صانعة للنّجاح ،فالشّاعر الذي يكتب بطريقة سَلِسة قريبة من أرواح المُستمعين ،تُسقِط مُعاناتهم وتُترجم لهم مشاعرهم ،تجعل من العمل الفني عملاً ناجحاً ،مستوفي كل عناصر النّجاح .

-كيف يمكن للشّاعر أن ّيكون مُتعدد المواهِب ؟

من خِلال ترجَمته للمَشاعر المُركبة بطريقة مُبدعة، خلّاقة ،تكون أقرَب لتمثيلية يُراقص بِها النَّغم الكلمات بِرتم المشاعر التي نسجها الشّاعر ،
فيخرج لنا تحفة فنية غاية في الروعة والإنسجام ،تشدك بكل جوارحك لتنصهر ضمن ثناياها وتغنيها من صميم روحك.

هل يوجد طرق ليقتبس منها الشّاعر المَشاعر التي يمزجها بكلماته؟

بالطّبع ؟ فكما كلّ أنواع الفنّ ،الشّعر والكلمات تُقتبَس من أي جَمال في هذا العالم ،رقصة شاعرية تحت المَطر، أو أُمسية حَزينة لشاب  يبكي مَحبوبته ،أو فتاة تَمشي بلا ظِل في شوارع قَلبها مُفترشة عَرض الطّريق بالدّموع ،
فرحة أمّ بأطفالها ،فَخر وَطن بِجنديه  ،أو حتى من خِلال الأفلام ،الشّاعر فنّان يرى الجمال في أي شئ ،وكُل شئ ومهمته تَرجمتها وهنا تكمن العظمة لفنّه .

-ماهِي العَقبات وسَلبيات العَمل كشاعِر ؟ 


الصعوبة هُنا ليسَت كغيرها فهي تدفعك لتظهر أفضل ماعِندك ،فالمُنافسة الفنيّة بين الشّعراء تَكاد أن تكون المُشكلة الحقيقية الوحيدة ،
لكن وبرغم صعوبتها ،إلا أنها تنتج لَوحة فُسيفسائية مَيئة بالإبداع تُضفي على هذا العالم ألوان الجَمال الخلّاب ،من إبداع وعمل دؤوب يُثمر بأجمل الثِمار .

-ماهي حواجز الإبداع التي مُمكن أن تَحجز حُرية الشّاعر في قَالب استثماري بعيد عن الفنّ ؟

إن إلزام الشّاعر بالكِتابة عن موضوع معين قد يُفسد كل شئ، وذلك لأنّ الشّاعر عندما يُبدع يَكون إبداعه نابع من ملكته، فالحَصر والتّحديد هُنا يؤديان إلى خَلق
كلمات خالية من الإحساس والفن والمَشاعر، مفرغة المَضمون ، والتّدخل السّلبي الذي يُفرض على الشّاعر بتغيير كلمات أعمالِه قد يُفسد العَمل أيضاُ ،ففي بعض الأحيان 
يتم تَغيير كلِمات من العَمل، الأمر الذي يفسد اللّمسة الفنّية للعَمل .


إنّ مِهنة الشّاعر مِن أَصعَب المِهن ضِمن هذا الفن ...والأمتَع بِذات الوقت فهَل كان ضِمن توقعاتك أنّ يكون العَمل بهذا الشّكل ؟ 



بقلمي ميس الصالح ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.