مومياوات المستنقعات، من هم؟
الجزء الرابع
مومياوات المستنقعات، من هم؟ - الجزء الرابع تصميم الصورة : رزان الحموي |
اشياء غريبة في أحد المومياوتين ..
ختمنا مقالنا السابق عند أكتشاف اشياء غريبة في أحد المومياوتين، لنكمل . .
هذا الأمر أي صبغ الملابس هو الدلالة على الثراء وعلى الحالة المادية الجيدة التي كانت تتمتع بها هذه السيدة ، هذا الأمر أكدته الخبيرة |بالآثار القديمة| في المتحف الوطني في الدنمارك (اولا مانيرينغ) التي عملت هي وفريقها مع فريق كارن فري في تحليل مومياوتيت ، أمر أخر أكد للعلماء أن هذه السيدة كانت ثرية فقد وجد أثر ذهب على أصبع هذه المومياء ، وهو ما أعتبره العلماء أن هذه السيدة من الممكن أنها كانت مرتدية لخاتم من الذهب ، تحلل بفعل الأسيد من المستنقع خلال هذه السنوات الطويلة ، تابع الفريقان بحثهما وهذه المرة أنتقلا ألى المومياء الثانية ، والتي أعتقد قي بادئ الأمر أنها مومياء الأميرة النرويجية غانهيلد وتم نفي هذا الأمر لاحقاً ، هذه المومياء تم دراسة شعرها والتي وجد بحالة جيدة ، بالأضافة إلى بقايا ملابسها لتثبت هي الأخرة أنها من خارج المنطقة وذات ثراء أيضاً.
كل هذه الأمور أثار حير العلماء وبالأخص أن تلك الفترة أي العصر الحديدي لم تتكرك أي كتابت مسجلة مايجعل تلك الحقبة بتاريخها ومعتقداتها غامضة ، ففي حين أنه كان من المعروف في المجتمعات كانت منغلقة او معزولة أجتماعيا ، كلن في منطقته ، لتأتي الأبحاث وتبين حصول نوع من التبادل التجاري بين المناطق ، ولعدم وجود سجل يمكن ان يعرف المعتقدات السائدة في تلك الفترة لم يتمكن العلماء من الجزم بفرضية القرابين لألهة المستنقعات ، ففي حين نرى أن فري ومانيرينغ وفريقيهما يطرحان فرضيات أن هؤلاء الأشخاص قدموا ك قرابين ، تعارض الفكرة الباحثة في علم المومياوات هيزير فيركينغ والتي ترى أن ماتوصلت أليه كارن فري وفريقها حول كون هؤلاء الأشخاص قد أتو من خارج المنطقة دلالة على ماقدمت هي من سنوات ، حول أن هذه المومياوات ليست بقرابين ،أنما هي لأشخاص من خارج المجتمع ، وتقول هيزير في هذا الخصوص أنه من الممكن أن هؤلاء الأشخاص أما كانوا متزوجين من المجتمع الدنماركي او أنهم كانوا تجار من مناطق أخرى ، وتضيف هيزير أن الجواب حول التساؤل لماذا تم وضعهم في المستنقع دون دفن أو حرق كما جرت العادة ، يحمل أجابتين
أما أنهم لم يكونوا قد أندمجوا في مجتمعهم الجديد او أن المجتمع لم يعرف عادات الدفن لدى الأشخاص الذين أظهرت بعض الدراسات انهم وضعوا في المستنقع بعد موتهم ، مايبعد نظرية القرابين ، ولكن دراسة أخرى نشرها نيلز نيليروب عالم |الأنثربولوجيا| في جامعة كوبن هاكن بعد دراسته عدة مومياوات أعادت فكرة القرابين إلى الواجهة ولكن مع تسائل جديد ، فبحسب نيلز قد تكون فعلا هذه المومياوات قرابين وقد تكون من خارج المنطقة ، ولكن لماذا هؤلاء الأشخاص ، ومن هم ، وبالأخص أن كانوا من خارج المنطقة ما الذي دفعم إلى القدوم إلى مناطق غريبة عنهم والتضحية بنفسهم ، يطرح نيلز عدة أفتراضات ، أحداها أن هؤلاء الأشخاص لهم مكانة خاصة في مجتمعاتهم ماخولهم أن يكونوا قرابين وهو معروف أنه فخر لدى تلك الشعوب.
فرضيات عن المومياوات ..
هذه الفرضية تفسر الملابس الثمينة وأثار الذهب على المومياوات والتي ذكرناها سابقا ولكنها لاتفسر عملية الشنق التي تعرضت لها مومياء تولونت ، وهنا تظهر الفرضية الثانية ، وهي أن هذه المومياوات كانت رهائن من مناطق مجاورة ، فضلت أن تكون أضاحي على أن تكون من الأسرة او العبيد.
يربط أيضا نيلز في دراسته بين طقوس العبادة بين شعب الأنكا وهذه المومياوات ، فيقول أنه من الممكن ان يكون الشخص توجه تلقائيا الى المستنقع ليكون قرباناً للألهة مايفسر المومياوات العارية التي وجدت ..
لكن ماذا عن المومياوات التي وجد عليها أثار التعذيب ، الجواب بكل بساطة أنه حتى يومنا هذا لم يتم التوصل إلى جواب حاسم بشأن |مومياوات المستنقعات| وذلك ببساطة لأنه لانمط معين يظهر لدى العلماء ، فكل مومياء تكتشف تفتح الباب لتساءلات جديدة وكل فرضية توضع تظهر فرضية لتنقدها وأفضل مايلخص وضع العلماء الحالي ، هو ماصرحت به لوته هيديغير عالمة الأثار الدنماركية والبرفسور في علم الأثار في جامعة أوسلوا ، حيث قالت لن تستطيع كشف الغطاء عن حيثيات الحياة وللموت لهؤلاء الأشخاص الذين عاشوا قبل أكثر من ٢٠٠٠ عام ، هذه البقايا أي المومياوات ستبقى السر الحقيقي للمستنقعات.
في النهاية ..
أصدقائي هذا ما استطعنا التوصل أليه حول مومياوات المستنقعات فمن |الاكتشافات القديمة| لهذه |المومياوات| المدفونه في ظروف غريبة إلى التحنيط الطبيعي التي تعرضت له هذه الجثث ، ثم مروراً بالدراسات والأبحاث والفرضيات العديدة في محاولة من الباحثين والدارسين لفك بعض الغموض الذي رافق ويرافق هذه المومياوات ..
تبقى الأسئلة المحيرة قائمة ، من هؤلاء الأشخاص وهل كانوا فعلا أشخاص مجرمين عوقبوا بهذه الطريقة البشعة ، أم أنهم كانوا قرابين ذهبوا بملئ أرادتهم إلى حتفهم ، وما الذي دفع بعضهم إلى السفر بغية الموت ، ولأن في ذلك سرا ولغزا دفيناً حاله كحال تلك العصور الغامضة ، لا أحد يعلم.
حسن فروخ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك