قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثالث
قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثالث تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة
تجربة مذهلة غير مفهومة:
في بداية القرن التاسع عشر، ظهر شخصٌ في ولاية فلوريدا، وادّعى بأنه اكتشف سر بناء الأهرامات المصرية، وزعم بأن السرَّ يكمن في |الطاقة المغناطيسية|، و لم يقدّم أية تفاصيل عن ذلك، ولكنه ترك خلفه قلعةً من الصخور الضخمة التي حيّرت كل من شاهدها، ففيها بابٌ حجريٌّ عملاقٌ بوزن تسعة أطنان، ومجموعة صخورٍ ضخمةٍ مرفوعةٍ على عوارض حجريةٍ تصل كتلتها إلى أكثر من عشرين طناً، وبرج يشبه المسلة بارتفاع ثمانية أمتار ووزن يصل إلى أكثر من ثلاثين طناً، وقد نُحتت وبُنيت بطريقةٍ تجعل الناس يندهشون من كيفية رفعها ووضعها بذلك الشكل، خاصةً وأن الرجل كان يعيش وحيداً، وقد ادّعى جيرانه بأن أجزاء القلعة كانت تظهر فجأةً دون أن يشعروا بعملية بنائها، وقد توفي ذلك الرجل سنة 1851 دون أن يفصح عن حقيقة السر الذي اكتشفه، وبما أنّه لم يترك وراءه من يرثه، فقد تم تحويل القلعة إلى مزارٍ سياحي باسم قلعة الصخور، وقد حاول الكثيرون معرفة سر القلعة وكيفية بنائها، وعلى الأغلب أنه استخدم نفس الطرق التي استخدمها قدماء المصريين، وقد تكون الطاقة المغناطيسية هي المفتاح لحل اللغز، ولكن لا يوجد أي دليلٍ يشير إلى معرفة المصريين القدماء لهذه الطاقة واستخداماتها. ولكن مهما كانت الطرق والوسائل والآليات المستخدمة لبناء الأهرامات، فإنه من المؤكد بأنها لم تزل مجهولةً من قبلنا حتى الآن.
ما هو أبو الهول؟
هو تمثالٌ حجريٌّ ضخم، بجسد أسدٍ و رأس إنسان، مصنوعٌ من الحجر الكلسي فوق هَضْبَة الجيزة قرب الأهرامات، وقد أُطلقت عليه عدة تسمياتٍ من قبل المصريين مثل حورس الصقر، أو حارس الأهرامات، ومن المرجّح أن يكون أصله مقلعاً لاستخراج الحجارة المستخدمة لبناء المعابد والأهرامات، ويبلغ طوله 73.5 متر، وعرضه 19.3 متر، وأقصى ارتفاع له 20 متر، ولذلك فهو أكبر تمثال على الأرض لا زال قائماً حتى الآن، وهو أقدم المنحوتات المعروفة رغم الجدل الكثير الذي يدور حول تاريخ بنائه واسم بانيه والغاية من بنائه.
كسوة تمثال أبو الهول:
يزيّن رأسَ التمثال غطاءٌ ملكيٌّ يشبه ما كان يضعه الملوك المصريين القدماء، ومن المعتقد بأن التمثال بالكامل كان ملوناً ومزيناً بالنقوش، وما يدل على ذلك وجود بقايا لبعض الألوان الأصلية قرب إحدى أذنيه، ولكن |عوامل الزمن| والتعرية والإهمال عبر العصور فعلت فعلها في إتلاف التمثال وزينته.
بناء أبو الهول:
لا زال الباحثون مختلفون حول زمن بناء |أبو الهول| وشخصية بانيه والسبب الحقيقي وراء بنائه، فهناك من ينسبه إلى الملك خوفو صاحب |الهرم الأكبر|، والبعض الآخر ينسبه إلى ابنه خفرع، ولكن بعض الأدلة تشير إلى أن بناءه أقدم من ذلك بكثير.
وأياً كان باني أبي الهول، فإن المؤكد بأن بناءه قد استغرق حوالي ثلاث سنواتٍ، وقد اشترك في بنائه أكثر من مئة نحّات وعامل، استخدموا لبنائه المطارق الحجرية والأسافين النحاسية، حيث لم يكن الحديد معروفاً بعد.
اقرأ المزيد...
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك