سفينة نوح الشهيرة... أين هي - الجزء الأول - حسن فروخ

 سفينة نوح الشهيرة... أين هي - الجزء الأول

 سفينة نوح الشهيرة... أين هي - الجزء الأول
تصميم الصورة: رزان الحموي

الطوفان العظيم

طوفان ذلك التاريخ الأعظم ، قضى على حقبة من  ذلك تاريخ الكون وبرأ الحقبة الجديدة ، هي تلك سفينة واحدة بكل ما فيها بقيت على الوجود ، قصتها نعرفها جيداً ولكن في  وجهتها هي الأمر الغامض ، وبعد أكثر من ٤ ألاف عام ، الأبحاث حتى اليوم لم تتوقف ، والسؤال دائما تلك سفينة نوح أين هي ......

ذلك |الطوفان العظيم| القصة الأشهر في العالم والتي تخفي إلى الآن فيها لغزاً واحداً ، نحاول معرفة تلك الحقيقة ، فذلك الطوفان الذي غير وجه الأرض أنحسر ولكن تلك السفينة التي أنقذت البشرية ، اختفت من دون أي أثر ملموس على المكان الذي رست فيه منذ ألاف السنين أو الأماكن المتواجدة فيه الآن ، والسؤال اليوم ، هل ما يقال عن تلك السفينة والاكتشاف عن موقعها صحيح ؟ 

في هذا المقال سأتحدث عن الطوفان العظيم في الحضارات ، مسار تلك السفينة وأين رست ، جدلية ذلك المواد المصنوعة منها وشكل هيكلها ، وأخيراً موقعها اللغز وما تنشره المواقع العالمية اليوم عن هذا الموضوع.

القصة وراء الطوفان:

تتداول في الأجيال منذ قدم الزمان قصة الطوفان ، إلا أنه ما لا يعرفه البعض أن تلك القصة التي نعرفها من الكتب السماوية قد تحدثت عنها حضارات قديمة أيضاً ولكن بصيغ وأسماء مختلفة ، إلا أن جميع القصص أجمعت في أن الطوفان أهلك العالم ، وسفينة واحدة أنقذت البشرية وما بقي من كائنات حية وعالم بشري، وأنها رست على جبل وذلك الجبل ما زالت هويته مجهولة ، وبات اللغز الأبرز.

في حسب القرآن الكريم والكتب السماوية تحمل قصة تلك الطوفان بين طياتها عبرة أساسية وهي عبرة أخلاقية تتعلق بغضب الله عز وجل في الفساد الذي طغى في الأرض كعقاب للبشرية أنزل عليهم ذلك الطوفان العظيم ليكونوا عبرة للأجيال القادمة ، ولهذا أمر الله النبي |نوح| عليه السلام في بناء قارب كبير لإنقاذ زوجٍ من كل كائن حي وأهل بيته ماعدا زوجته وابنه الذان كانَ كافرين .

وقد جاء في الأية الكريمة "فأوحينا إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جاء أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ ۙ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّۢ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ"صدق الله العظيم.

اختلاف القصص:

تختلف تفاصيل القصة والأسماء في ذلك الحضارات الأخرى ولاسيما في الحضارات البابلية أو ملحمة كلكامش.

تفاصيل تلك القصة ليست الشيء الوحيد المختلف بين تلك الحضارات المختلفة ، بل شكل السفينة والمواد المصنوعة فيها ، كان شكل تلك السفينة موضع جدل بين العلماء والباحثين ، ولاسيما في أختلاف وصفه من حضارة إلى أخرى ، البداية مع الدين الإسلامي ، قال الله عز وجل في قرآنه الكريم " فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا" أذاً جاء وصفها بأنها فلك ، والفلك هو ذلك الشكل الوعائي الذي يشبه شكل النجاة ،ما يذكرنا في قوارب الفلوكية الدائرية التي اشتهرت بها حضارات بلاد الرافدين ، وعن تلك المواد المصنوعة منها ، قال تعالى أنها ذات ألواح ودثر  ، الألواح يقصد فيها الألواح الخشبية ، أما الدثر فهي تلك مسامير السفن ، ولكن البحارة العرب في القرون الوسطى استبدلوا الدثر المعدنية في حبال تربط أجزاء السفينة حتى يتثنى لراكبيها إصلاحها في كل سهولة ، لكون المسامير المعدنية تصدأ في سهولة ويصعب جداً أصلاحها خاصاً اذا كانت تلك السفينة مبحرة، ولذلك أصبحت الحبال التي وضعت بدل ذلك الدثر المعدنية تسمى كذلك دثراً ، حتى ذهب بعض من المفسرين إلى القول في أن دثر السفينة هي حبالها ، هذا الوصف لشكل تلك السفينة يشبه الوصف إلى حدن كبير الذي وجده من العلماء على الألواح الجحرية والطينية التي تعود إلى تلك الحضارة القديمة كالبابلية.

استمعوا إلى هذه القصة، في العام ١٩٤٨م عثر ضابط بريطاني على لوح طيني مثير الى الاهتمام خلال تواجده في الشرق الأوسط والمفارقة في أن قيمة ذلك اللوح الصغير لم تعرف على الإطلاق إلا بعد أربعين عاماً في الصدفة ، بعد أن قرر أبنه أخذ اللوح إلى المتحف البريطاني ليتبين في ذلك بعد دراسة اللوح..........

لكي تتعرف ماذا تبين بعد دراسة اللوح تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.

بقلمي حسن فروخ  ✍️