قوم عاد، والمدينة الضائعة إرم ذات العماد - الجزء الثاني
قوم عاد، والمدينة الضائعة إرم ذات العماد - الجزء الثاني تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
نبي الله هود وقومه:
جرى الحديث في مقالنا السابق عن نبي الله |هود| وقومه وكيف كانوا من الجبابرة في الأرض والعاصيين لله ثم وصلنا الى أن بدأ نبي الله هود عليه السلام بالدعوة إلى رسالة التوحيد وترك عباده |الأصنام| وكحال الأمم الجاحدة قوبلت هدايته بالرفض والأذى ومع هذا بقي هود عليه السلام لين في التعامل مع قومه حسن المنطق وحليم الخلق ،أستمر هود في محاولة دعوى قومه وترغيبهم في جنه الخلد ومحاولة ترهيبهم تارة أخرى بعذاب الله في الدنيا كما حصل مع قوم سيدنا نوح عليه السلام قبلهم وبعذاب الأخرى الذي ينتظرهم،وعلى الرغم من كل القوة والطغيان التي تمتع بها |قوم عاد| الى انهم ما استطاعوا مس هود عليه السلام بأي أذى ولو بمقدار جناح ذبابه وهو سبب دهشة أعتبره المفسرون معجزة هود عليه السلام وقد وصل الأمر بهود الى أن طلب من قومه أن يسالوا أصنامهم والهتهم الحاق الأذى به، وبالطبع لم ينل هود ولم يمسه أي سوء فالحجر والخشب لا ناقه لهم ولا جمل.
خلال السنوات دعوة هود ، كان ما يزال قوم عاد يستمرون بتشييد مدنهم الضخمة والكبيرة واهمها إرم ذات العماد ، قصة تشييد هذه المدينة كانت وما زالت موضوع جدل ونقاش.
القصة من كتب التفسير و القصص القديمة
دعوني أروي لكم في قصة البدء الواردة إلينا من كتب التفسير وكتب القصص القديمة، ومن ثم أخبركم بأمر الجدل تقول القصة أن قوم عاد ينسبون الى ملك كان يسمى عان أخذ الحكم من بعد وفاه الملك عاد الى ولدين له سميان شديد وشداد هذان الملكان قد أكملا الفساد والحروب حتى قتل في إحداها شديد ليئول الحكم بالكامل الى الثاني إلا وهو شداد بن عاد، شداد بن عاد هذا بحسب الروايات يقولون انه كان ملكا جباراً طاغياً، وأيضا لم يؤمن بدعوة هود وبحسب الروايات أيضا فان الشداد عندما سمع بجنه عدن التي يعد فيها هود من يؤمن ، قرر بناء مدينه تضاهي هذه الجنه بأوصافها وأن يأخذ قومه بعد الفراغ من بنائها للعيش فيها وهكذا يكون بهذا قد كذب هودا بدعواه، وبالفعل بدأ شداد بناء هذه المدينة المنشودة فأرسل جنوده في بقاع الأرض وإلى سائر الممالك التي تخضع إلى حكمه يطلبون الغالي والنفيس من أحجار وأخشاب ومعدات ونفائس المعادن وما تم تخبئته من جوف الأرض من كنوز ، فكان له ما طلب.
المدينة ذات الأعمدة الضخمة:
وتم البدأ ببناء المدينة ذات الأعمدة الضخمة والمرصعة بالأحجار الكريمة ، كحال جدرانها وارضها فرصعت أرض وجدران المدينة بالذهب والفضة وزينت بالياقوت والزبرجد وبالطبع قد عمل شداد على تزويد هذه المدينة العظيمة بكل مصادر المياه فكانت الأنهار تجري ما بين أزقتها وبين شوارعها والأشجار الكثيفة المختلفة كانت تنتشر بطول المدينة وعرضها ولم يترك شداد أي مظهر من مظاهر الترف إلا وقد زود مدينته بها ، وبحسب الروايات قد أستمر بناء المدينة على أقل تقدير عشر سنوات، بالطبع عند الانتهاء من بناء المدينة او الجنه كما سماها شداد، قام بجمع قومه بغية الرحيل والسكن في إرم ليحدث ما لم يكن في الحسبان ، دعونا نتوقف هنا قليلا لألفت نظركم لأمر هام ،بخصوص الجدل القائم حول بناء هذه المدينة هو أنه في حين يرى عدد من المفسرين والمؤرخين أن قوم عاد وملكهم الذين قاموا ببناء هذه المدينة ، هم نفسهم قوم هود ويرى قسم أخر أن قوم عاد أصحاب هذه المدينة هم أولاد من تبقى من قوم هود ، اي أن هذه المدينة لم يتم بناءها في زمن هود عليه السلام ، الغاية أن كلتا النظريتان تتفقان على أن هذه المدينة والتي قد سميت بإرم ذات العماد في شتى الحالتين قد نالت هي وقومها عقاب السماء ، وهنا نكمل مع العقاب ، أذا شداد جمع قومه بغية الرحيل إلى تلك المدينة المنشودة وفي المنقلب الأخر ، كان هود ما يزال يحذر قومه من العذاب الأتي لا محال ، وهم يديرون الأذن الصماء لتحذيرات نبيهم ، الى أن أتى وحي الله أن العذاب قد حق على قوم عاد ، فأمر الله عز وجل نبيه أن لا يقرب هو ومن أمن معه تلك المدينة وسكانها ولا يمسوا منها شيء فهي فانية لا محال ، وفعلا أبتعد هود عليه السلام والمؤمنين عن تلك المدينة وأعينهم شاخصة تنظر عذاب الجبار الذي حل.
فقبل دخول شداد وقومه إلى المدينة ، قد بدأت بوادر العذاب...........
بقلمي حسن فروخ ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك