مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:16:00 م

         اليأس المكتسب .. و طريقة التخلص منه

اليأس المكتسب .. و طريقة التخلص منه                                                                        تصميم الصورة : وفاء المؤذن
اليأس المكتسب .. و طريقة التخلص منه - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

تصادفنا محطات عدّة ضمن مسيرتنا العمرية ..

تختلط فيها |المشاعر| مع بعضها البعض , لتكوّن منا شخصيتنا , وعينا , أفكارنا ..
اليوم سنتحدّث عن اليأس , هذا الشعور البشع الذي يزلزل الكيان و يشل أمل حلمنا ..

بدايةً علينا |الوعي| و إدراك أنَّ اليأس أمر مكتسب , و ليس فطري , هذا سيسهل تغير مسار فكرنا .. و من ثمَّ شعورنا ..

سنتحدّث عن تجربة , في الحقيقة هي مؤلمة , لكن البشر تعلموا منها الكثير ..

خلال تجارب العلماء , أحضروا كلب و وضعوه ضمن غرفة في منتصفها سياج متين كي لا يهرب , و هذه الغرفة مقسمة إلى أربعة أقسام ..

مربعان في جهة اليمين , كل واحد منهما له لون خاص ( أزرق , احمر ) ..

 أما الآخران في جهة اليسار .. ألوانهما ( أصفر , أخضر ) ..

يدخلون الكلب من جهة اليمين , ليقف عند مربع لا على التعيين .. و من ثمَّ يشعلون الكهرباء ..

لينتفض الكلب هارباً , دون وعٍ منه إلى أين الطريق ..

ليقفز إلى المربع الآخر , لا وجود للألم فيه .. هنا يخفض دفاعه , و يجلس ليرتاح ..

و في اليوم الثاني , يدخلونه إلى ذات الغرفة , و هنا نجد هذا الكلب يهرب من ذلك المربع .. و يجلس في برِّ الأمان ..

و لكن هذه المرة أيضاً هنالك كهرباء تهدد حياته .. يقفز ما بين الاثنين , و يصبح تائهاً ضائعاً .. من كل مكان ألم .. ألم .. ألم ..

ليخرج عن المألوف .. و يقفز من فوق السياج .. إلى المربعان المتبقيان .. أيضاً كهرباء ..

ليعود أدراجه إلى زاوية الغرفة .. يتكوّر على نفسه , و مع وجعه , رافضاً التحرّك .. راضخاً للألم ..

و على هذا المبدأ نحن , نتبعثر مع تجاربنا هنا و هناك , نحاول مراراً و تكراراً تجربة العديد من الأمور , و الخروج عن المألوف .. أيضاً دون فائدة ..

لنصل إلى نقطة , نتوقف , ننركد .. و نقول الجملة الشهيرة :

" جربتُ كلَّ شيء .. لم يفلح الأمر بأي حرف مما سبق .. "

هذا التبرير الوحيد والسهل الذي يعطيه إيانا عقلنا , لكن الحقيقة ليست هنا أبداً ..

في هذه الحياة .. نحن البشر .. عندما نُحصر في غرفة ما .. هنالك غرُف أكثر , و أكبر , و أجمل .. تنتظرنا ..

من المستحيل أن تصل إلى مكانك دون المرور بصعوبات , دون أن تشعر بمشاعر الكون .. و تتجانس بتناغمٍ تام معها ..

نحن هنا لنقول لك .. مع كل الألم الذي عشته و تعيشه .. لازال هنالك مربعات لم تجربهم .. لم تلمسهم ..

لا يزال هنالك أمل للوصول .. مهما ضاقت ..

نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.