اليأس المكتسب .. و طريقة التخلص منه
اليأس المكتسب .. و طريقة التخلص منه - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
تصادفنا محطات عدّة ضمن مسيرتنا العمرية ..
تختلط فيها |المشاعر| مع بعضها البعض , لتكوّن منا شخصيتنا , وعينا , أفكارنا ..
اليوم سنتحدّث عن اليأس , هذا الشعور البشع الذي يزلزل الكيان و يشل أمل حلمنا ..
بدايةً علينا |الوعي| و إدراك أنَّ اليأس أمر مكتسب , و ليس فطري , هذا سيسهل تغير مسار فكرنا .. و من ثمَّ شعورنا ..
سنتحدّث عن تجربة , في الحقيقة هي مؤلمة , لكن البشر تعلموا منها الكثير ..
خلال تجارب العلماء , أحضروا كلب و وضعوه ضمن غرفة في منتصفها سياج متين كي لا يهرب , و هذه الغرفة مقسمة إلى أربعة أقسام ..
مربعان في جهة اليمين , كل واحد منهما له لون خاص ( أزرق , احمر ) ..
أما الآخران في جهة اليسار .. ألوانهما ( أصفر , أخضر ) ..
يدخلون الكلب من جهة اليمين , ليقف عند مربع لا على التعيين .. و من ثمَّ يشعلون الكهرباء ..
لينتفض الكلب هارباً , دون وعٍ منه إلى أين الطريق ..
ليقفز إلى المربع الآخر , لا وجود للألم فيه .. هنا يخفض دفاعه , و يجلس ليرتاح ..
و في اليوم الثاني , يدخلونه إلى ذات الغرفة , و هنا نجد هذا الكلب يهرب من ذلك المربع .. و يجلس في برِّ الأمان ..
و لكن هذه المرة أيضاً هنالك كهرباء تهدد حياته .. يقفز ما بين الاثنين , و يصبح تائهاً ضائعاً .. من كل مكان ألم .. ألم .. ألم ..
ليخرج عن المألوف .. و يقفز من فوق السياج .. إلى المربعان المتبقيان .. أيضاً كهرباء ..
ليعود أدراجه إلى زاوية الغرفة .. يتكوّر على نفسه , و مع وجعه , رافضاً التحرّك .. راضخاً للألم ..
و على هذا المبدأ نحن , نتبعثر مع تجاربنا هنا و هناك , نحاول مراراً و تكراراً تجربة العديد من الأمور , و الخروج عن المألوف .. أيضاً دون فائدة ..
لنصل إلى نقطة , نتوقف , ننركد .. و نقول الجملة الشهيرة :
" جربتُ كلَّ شيء .. لم يفلح الأمر بأي حرف مما سبق .. "
هذا التبرير الوحيد والسهل الذي يعطيه إيانا عقلنا , لكن الحقيقة ليست هنا أبداً ..
في هذه الحياة .. نحن البشر .. عندما نُحصر في غرفة ما .. هنالك غرُف أكثر , و أكبر , و أجمل .. تنتظرنا ..
من المستحيل أن تصل إلى مكانك دون المرور بصعوبات , دون أن تشعر بمشاعر الكون .. و تتجانس بتناغمٍ تام معها ..
نحن هنا لنقول لك .. مع كل الألم الذي عشته و تعيشه .. لازال هنالك مربعات لم تجربهم .. لم تلمسهم ..
لا يزال هنالك أمل للوصول .. مهما ضاقت ..
نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك