لماذا لا يستطيع العالم تحمل إغلاق قناة السويس؟
الجزء الثالث
لماذا لا يستطيع العالم تحمل إغلاق قناة السويس؟ - الجزء الثالث تصميم الصورة : رزان الحموي |
رأينا في المقال السابق المنفعة تغمر الجميع لنكمل في هذا المقال ..
حرب فيتنام:
قررت الحومة الأمريكية سنة 1965 تعزيز قواتها العاملة في فيتنام، وتلك القوات ستحتاج الكثير من المؤن والامدادات، وخير وسيلةٍ لنقل تلك الحاجيات هي السفن، ولكن فيتنام لا تمتلك سوى ميناءٍ واحدٍ لاستقبال السفن الكبيرة، وكذلك لم تكن السكك الحديدية مؤهلةً أيضاً، والطرق السريعة الممهدة غير متوفرة، فكان على أمريكا إيجاد حلٍ سريعٍ لتلك المشاكل، وخير من سيقوم بذلك كان ماكلين، فوافق الجيش الأمريكي على عروض ماكلين الذي عمل معه حتى نهاية حرب فيتنام، التي زودته بأكثر من 40% من موارده
جني المزيد من الأرباح:
كانت سفن ماكلين توصل الامدادات الأمريكية المختلفة إلى جنودها في فيتنام، ولكنها تعود فارغةً، وهذا لم يعجب ماكلين، فقرر ان تمر السفن عند عودتها إلى اليابان وتحمل البضائع من هناك، فتعاون ماكلين مع اليابانيين الذين بدؤوا بتطوير موانئهم بما يتناسب مع أفكار ماكلين، وكل ذلك كان في أواسط السبعينيات، وهو فترة طفرة الصادرات اليابانية إلى أمريكا، ومن هنا يمكن القول بأن أفكار ماكلين أفادت الكثير من الدول، فما فعله مع اليابان فعله مع هونكونغ وغيرها.
السياحة مع التيار:
مع الوقت، تطورت |صناعات السفن| كثيراً، ودخلت شركاتٌ جديدةٌ مجال النقل البحري، مع سفنها الحديثة والسريعة والعملاقة، فلم يستطع ماكلين الوقوف وحيداً أمام السيل القادم، فعاد إلى معرفته القديمة بشركة "آر جي رينولدز" التي قررت توسيع أعمالها وتنويع استثماراتها، فاشتركت شركة ماكلين بخمسمئة وثلاثين مليون دولار، وطورتها بأكثر من مليار دولار، مع احتفاظها بماكلين في مجلس إدارة الشركة.
إمكانات غير محدودة:
مع الوضع الجديد لماكلين، ومع المبالغ الكبيرة التي تمتلكها الشركة الجديدة، اقترح ماكلين امتلاك ثمانية سفنٍ جديدة، تكون الأكبر والأحدث من نوعها، ورغم التكلفة الكبيرة لتلك السفن، فإن الشركة الثرية لم تواجه مشكلةً في ذلك، بل أنها اشترت إحدى شركات النفط لكي تزود سفنها بالوقود.
بداية النهاية لماكلين:
بدل أن تدعم إدارة شركة آر جي رينولدز أفكار ماكلين، قررت قيادة الشركة بطريقتها الخاصة، فبدأت بإبعاده عن الإدارة، وتفاقمت خلافاتهما مع اندلاع حرب تشرين سنة 1973، عندما قطع العرب النفط عن الغرب، فارتفع سعر |النفط| عدة أضعاف، ولا ننسى بأن قناة السويس كانت لا تزال مغلقةً منذ سنة 1967، ما أجبر السفن الأمريكية على سلوك طريق رأس الرجاء الصالح الطويل، وكل ذلك يفرض على شركات النقل البحري مزيداً من التكاليف، التي دفعت الكثير منها إلى الإفلاس.
محاولات فاشلة:
حاول ماكلين إنقاذ شركته من الإفلاس خلال تلك الأزمة، ولكنه لم يجد آذاناً صاغيةً له في إدارة الشركة، فباع أسهمه فيها وغادرها، ولم يتمكن من العودة إلى ساحة العمل بعد ذلك مطلقاً، وما أن فعل ذلك حتى أعيد فتح قناة السويس سنة 1975، فعادت شركة |النقل البحري| تتنفس الصعداء وتنتعش من جديد، ولكن شركته القديمة تعثّرت كثيراً ولم تصمد طويلاً حتى انهارت وبيعت إلى شركةٍ أخرى، ومنذ ذلك الوقت أدرك العالم صعوبة إغلاق |قناة السويس| ومدى الخسائر التي قد يُحدثها ذلك.
إذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقائك أو أفدنا بتعليقاتك.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك