فتنة الإبتسامة الفاتنة
فتنة الإبتسامة الفاتنة |
فتنة الإبتسامة ..
كان دائم الانشغال عني .. و لكنه حين يأتي ..يحضر معه كلَّ الأمان ,كلَّ الحب .. كلَّ الإيمان ..
مسحتُ دموعي بسرعة , و انتصب عودي لأذهب إليه برشاقةٍ و إشراق .. استقبلته ابتسامة الرضى و الاطمئنان ..
أخذتُ منه مستلزمات المنزل , و أخبرته أنَّ الماء الساخن جاهز ليأخذ حماماً سريعاً , بعد يومٍ شاق ومرهق ..
و حين هممتُ للمغادرة , أمسك بيدي .. بل عصرها .. عصرة الزمن لفؤادي ..
ما بك ؟!
أشحتُ نظري , و ابتعدتُ عنه مبتسمة , ليعاود العصرة ..و بقوةٍ أكبر , وصراخٍ يحثني به على الاستيقاظ من سكرة الإخفاء و إعلان يقظة الحقيقة :
أوقفي هذه الابتسامة الكاذبة من الظهور على شاشة وجهك ..
كان يخشى أن يصيبني أي مكروه , كان يعلم جيداً معاني إيماءاتي و ابتساماتي ..
ولأحاول التهرّب قلت له : يُخيّل لعقلي أنك تمنعني من الابتسامة .. أم أنني مخطئة ؟!
و كأنه استسلم لعنادي , ورمى ثقله على عاتق أحضانه... و رماني بها ..
ثمَّ قال :
أعلم أنك امرأةٌ فولاذية , و بأنك تخافين من انهمار آلامك ,تخافين الدخول لدوامة يأسك و خيباتك ..
لكن هذا يكفي ..
افسحي المجال لروحك أن تقول الحقيقة ..
بؤبؤ عيناك يا حواء العمر , يحمل الكثير من الأرق و التفكير..
يحمل الكثير من نظرات العتاب و تصبير ..
كل كيانك سئم مما ترسمينه كذباً على هذه الشفاه الناعمة ..
حتى هنَّ .. ضجرنَ من تمثيلك ..
غرقتْ عيناي بالمحيط الذي يكاد أن يفيض و يغرق العالم , ليكمل :
من قال لك أن الحب و السعادة فقط بالضحك و الابتسام ؟!
و أنَّ الشراكة لا تحدث إلا حال إقرار السرور و الابتهاج ؟!
أعشق دفء دموعك .. صوتك العذب المتأرجح مع الأحزان ..
دفنتُ وجهي أكثر في حضنه , لينطق لسان ألمي :
لا يحقُّ لي الحزن و أنا بين يديك .. لكن ..
تعبتُ من الانتظار .. تعبتُ من المجهول .. تعبتُ من خوض الحرب وحدي ..
أعلم جيداً أنك تحبني , و بأنَّ روحي تسبح في فضائك ..
لكنني تعبت .. تعبتُ من تكرار فجوات الماضي ..
يمسح دموعي :
تأكدي يا أميرة الدرب و الأيام ..سأكون هنا لأرفع رأسك نحو العلياء ..
و أداوي جراحك من كلِّ نزوف الشقاء ..
الحمد الله أنه ألهمني مشاعرك المتوارية , سيزداد الأمر سوءً لو تغزلتُ بك و بابتسامتك الفاتنة ..
و سأجهل أنها ابتسامة فتنة.. فتنة كانت ستودي بحياة وتين قلبي و الصمّام ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك