مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/02/2021 01:09:00 م

                      فتنة الإبتسامة الفاتنة

فتنة الإبتسامة الفاتنة
فتنة الإبتسامة الفاتنة
                                                       تصميم الصورة : رزان الحموي

فتنة الإبتسامة ..

كان دائم الانشغال عني .. و لكنه حين يأتي ..يحضر معه كلَّ الأمان ,كلَّ الحب .. كلَّ الإيمان ..

مسحتُ دموعي بسرعة , و انتصب عودي لأذهب إليه برشاقةٍ و إشراق .. استقبلته ابتسامة الرضى و الاطمئنان ..

أخذتُ منه مستلزمات المنزل , و أخبرته أنَّ الماء الساخن جاهز ليأخذ حماماً سريعاً , بعد يومٍ شاق ومرهق ..

و حين هممتُ للمغادرة , أمسك بيدي .. بل عصرها .. عصرة الزمن لفؤادي ..

ما بك ؟!

أشحتُ نظري , و ابتعدتُ عنه مبتسمة , ليعاود العصرة ..و بقوةٍ أكبر , وصراخٍ يحثني به على الاستيقاظ من سكرة الإخفاء و إعلان يقظة الحقيقة :

أوقفي هذه الابتسامة الكاذبة من الظهور على شاشة وجهك ..

كان يخشى أن يصيبني أي مكروه , كان يعلم جيداً معاني إيماءاتي و ابتساماتي ..

ولأحاول التهرّب قلت له : يُخيّل لعقلي أنك تمنعني من الابتسامة .. أم أنني مخطئة ؟!

و كأنه استسلم لعنادي , ورمى ثقله على عاتق أحضانه... و رماني بها ..

ثمَّ قال :

أعلم أنك امرأةٌ فولاذية , و بأنك تخافين من انهمار آلامك ,تخافين الدخول لدوامة يأسك و خيباتك ..

لكن هذا يكفي ..

افسحي المجال لروحك أن تقول الحقيقة ..

بؤبؤ عيناك يا حواء العمر , يحمل الكثير من الأرق و التفكير..

يحمل الكثير من نظرات العتاب و تصبير ..

كل كيانك سئم مما ترسمينه كذباً على هذه الشفاه الناعمة ..

حتى هنَّ .. ضجرنَ من تمثيلك ..

غرقتْ عيناي بالمحيط الذي يكاد أن يفيض و يغرق العالم , ليكمل :

من قال لك أن الحب و السعادة فقط بالضحك و الابتسام ؟!

و أنَّ الشراكة لا تحدث إلا حال إقرار السرور و الابتهاج ؟!

أعشق دفء دموعك .. صوتك العذب المتأرجح مع الأحزان ..

دفنتُ وجهي أكثر في حضنه , لينطق لسان ألمي :

لا يحقُّ لي الحزن و أنا بين يديك .. لكن ..

تعبتُ من الانتظار .. تعبتُ من المجهول .. تعبتُ من خوض الحرب وحدي ..

أعلم جيداً أنك تحبني , و بأنَّ روحي تسبح في فضائك ..

لكنني تعبت .. تعبتُ من تكرار فجوات الماضي ..

يمسح دموعي :

تأكدي يا أميرة الدرب و الأيام ..سأكون هنا لأرفع رأسك نحو العلياء ..

و أداوي جراحك من كلِّ نزوف الشقاء ..

الحمد الله أنه ألهمني مشاعرك المتوارية , سيزداد الأمر سوءً لو تغزلتُ بك و بابتسامتك الفاتنة ..

و سأجهل أنها ابتسامة فتنة.. فتنة كانت ستودي بحياة وتين قلبي و الصمّام ..

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.