حاجتي سرمدية .. حاجتي متناقضة
حاجتي سرمدية .. حاجتي متناقضة - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
فوضى .. عالمٌ مملوء بفوضى مجهولة ..
بل هي معلومة .. و لكن لا حقَّ لنا بالحديث ..
بل هي مبهمة الوضوح .. و لكن لا علم لنا بحقِّ الوجود ..
شابٌ يكاغي أمام قلب العذراء ..
و يعزف لحناً شنيعاً على أوتار عقلها المفعم بالنقاء ..
ليقول لها أنها نوتات جديدة .. اخترعها لأجل روحها البعيدة عن عالم الشقاء و هي سرُّ الشفاء ..
و امرأة تخجل من بعدما وقفت أمام مرآة ذاتها .. تنظر بحسرةٍ على بقايا شمسها .. و ندبات ليلها ..
و شابةٌ مفعمة بالحيوية و النشاط ، تحارب بكلِّ قواها السحريّة.. أن تنتصر على هذه الحياة التي باتت بطريقةٍ أو بأخرى .. سرابيّة ..
عصفورٌ كان حرّاً ، اليوم خائف من النظر لجناحه ، خائف من تذكّر حريته .. خائف من الإقرار .. بوجوده و كينونته ..
و أنا ..
أنا القتيل دون إثمٍ أو جُرِمٍ كوني .. أو إنساني ..
في هذه الساعة المتأخرة من ليلةٍ شتوية جامدة ..
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( صوتٍ صُلب ، تربيةٍ على كتفي ، صمتٍ مزعج .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( اختلاط دماءٍ عشقيّة ، و الاستماع لنغماتٍ رومنسيّة ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( دفن وتيني داخل وتين الصقور .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( صراخٍ هادئ ، و شوكٍ ناعم .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( قفصٍ مفتوح ، و ثقبٍ مغلق .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( نارٍ باردة ، و نجمةٍ نائمة .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( دعوةٍ مختنقة ، و رسالةٍ بيضاء فارغة .. ))
كنتُ بحاجةٍ إلى ..
(( جرأة معذّبة ، و قوةٍ زرقاء مثقلة .. ))
نعم يا مجهولي ..
كنت بحاجةٍ إلى كل ما سبق .. للخروج من بئر الجحيم .. و كتلة الأنين ..
فهل سأجد واحدةً فقط عندك ؟!
كلمة واحدة ستفي بالغرض صدقني ..
حرفاً يتيماً أقبل به ..
لكن .. أنقذني .. فقط أنقذني ..
من كوكبٍ عقيمَ الهوى .. جدير بالعمى .. محارب للصدى ، راضخ للوفى .. عاشق للمدى ..
و قرين الأسى .. و موتى الأمل ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك