ولدنا كي نكون .. سر الشموع
ولدنا كي نكون .. سر الشموع تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
هكذا ولدنا ..
شخصان لا يعرفان طعم اللقاء ..
شخصان لا يعيان لذة العلاقة العنقاء ..
أدباءٌ في ساحات الشتاء و الياء ..
عظماءٌ التعامل مع عواصف الاختفاء ..
هكذا ولدنا ..
نتقارب مع عقارب الساعة ..
و نتبعاد مع وهم السعادة ..
نتنافر على الأشياء الظاهريّة ..
و نتفق على التفاصيل الخفيّة ..
للأسف .. إننا ولدنا .. هكذا ..
في ليلةٍ قمراء ..
ولدنا دون اجتماع .. دون إعلانٍ أو اعتراف ..
ولدنا كي لا نعشق .. كي لا نغرق ..
ولدنا فقط .. كي نتحارب ..
برصاصةِ ياسمينةٍ بيضاء .. نضعها في مسدس القدر ..
و نتواطئ معه .. كي نطلقها على فؤادنا..
ليموت الحبُّ بيننا .. و تحيا الكونيّة في أعماقنا ..
ليتنا نعود بالزمن إلى الوراء ..
لنتسابق برفض كلَّ العابرين و السامين و الماكثين في حياة الضباب .. و نتفادى عثرات الأحلام ..
ليتنا نعود بالزمن إلى الوراء ..
لنحيا على أمل الارتقاء بروحنا حال النظر إلى عيون الأكوان ..
لكن مقدّرٌ لنا أن نبقى غرباء ..
بعيدين كلَّ البعد عن أجواء الغرام و الهيام ..
متلاحمين مع كينونة الوجود .. و سرُّ حياة المجرات ..
يوجد لديَّ العديد من الأمور التي سأخبرك بها ، لكنني أنتظر الوقت الغير مناسب .. كي لا تهتم بأحداثي و تفاصيلي ..
كي لا أنتظر ردك ، أو أتوقع ردة فعلك ..
كي لا ندخل لاحقاً في دوامة التبريرات الببغائية ..
كي لا نصبح عاشقان .. كي لا نقع في الحب ..
بل نطير ..
نطبر به .. و لأجله ..
لقد خسرنا الكثير .. و أول ما خسرناه .. هو أنفسنا ..
فلا داعي لأن نخسر بعضنا البعض ..
لا داعي أبداً .. أن تنعجن أرواحنا .. و تحترق مع سرنا ..
نحن الآن عند نقطة الوداع ..
خطوة تلوى الأخرى ..
همسة تلوى الأخرى ..
حكاية تلوى الأخرى ..
سنمضيها معاً .. نحو طريق سطوع الشموع ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك