مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/03/2021 01:37:00 م

                   رسالتي إلى عنقائي الزرقاء

رسالتي إلى عنقائي الزرقاء
رسالتي إلى عنقائي الزرقاء
                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن

رسالتي إليك ..

بدايةً اشتقت لك .. بكل حرف و كل معنى الشوق ..اشتقتُ لك ..

بلسم جروحي , ريحانة عمري .. عنقائي الزرقاء ..

كيف حالك ؟!

وكيف حال منزلنا الأزرق ؟!

و كيف حال قهوتك البنية .. فنجانٍ أزرق ؟!

و كيف حال أغنيتنا الفيروزية " عهدك بقلبي قديم ..عهد الصبا الغالي .. "؟!

اليوم كان عندي اجتماع مهم , خيطٌ صغير أُفلت من كنزتي .. لكنني لم أستطع قطعه ..

شعرتُ أنني سأقطع لوننا المشترك .. أو في الواقع لونك الذي أدمنته لأجلك ..

حال وصولي إلى العمل , وضعتْ لي السكرتيرة فنجان قهوتي .. لكنه أسود .. غضبت جداً , و خصيصاً عندما أخبرتني أنَّ هديتك الزرقاء  ( الفنجان ) قد كُسرت ..

بدأتُ أفكر للحظة بهذه الإشارات الكونية .. و خطر ببالي سؤالٌ واحد :

هل أنتِ بخير ؟!

أم أنك تخليتي عن اللون الأزرق .. و عني .. لأجل أحدهم ؟!!

لا لا مستحيل .. أعي جيداً أنَّ روحك تتطوق على رؤيتي .. و تنتظرني في كل ثانية تمضي ( كما أفعل أنا .. ) ..

أتمنى أن تكوني الآن تبتسمين ابتسامتك اللطيفة و العفوية ..  و بصراحة .. أكرر كلمة " أزرق " .. فقط لتتورد وجنتيك الناعمتين  ..

أتذكرين آخر لقاء بيننا ؟!

أول تشرين .. عندما اقتحمت الأمطار عالمنا الجميل , ووهبته الحياة لساعاتٍ و ساعات  , بعد جفافٍ طويل ..

كنا نجلس في مقهى قديم , نستمع |لعبد الحليم حافظ| و هي تقول  :

 " ليه بقولوا الحبِّ أسيا .. ليه بقولوا شقى و دموع .. أول حبِّ يمر عليا قبل الدنيا فرح و شموع ... " ..

و تبشرنا بقدوم الشتاء , و عمَّ الدفء بين أرواحنا دون إدراكٍ لهدية السماء ..

ذكرياتٌ دافئة و حنونة .. أليس كذلك ؟!

ماذا تتذكرين عن يومها ؟!

أنا سأجيبك ..

في طريق العودة .. تحت المطر .. بدأنا بالرقص مع سيمفونية عشقنا ..

و ارتمينا بأحضان بعضنا البعض ..

مسدُّ شعرك الحرير .. و خطفنا القبلة الأولى من درياها ..

ليلمع البرق , شاهداً على بدايتنا .. بداية حبنا المجري الأزرق ..

أكملتُ يومي , أحاول البحث عن طريق العودة إلى عالمك ..

ومعرفة هل أزرقك تغير ؟!

وعند وصولي إلى المنزل .. و أخيراً بعد عناء السفر .. و مشقة الأيام ..

سمعت صوت بكاء .. نحيبٌ عاجز عن كتمان نفسه ..

ركضتُ نحو غرفتنا .. وجدتك منهارةً على الأرض ..

ترتجفين .. تصرخين .. تشهقين ..

أحاول فهم ما حدث في غيابي , بين لعثمة كلماتك .. و رجفة شفتيك ..

تقولين لي :

 " دم .. دم .. دم ..

لم أرد قتل أحد .. دم .. دم .. دم .. رأيتهم .. رأيتهم جميعاً ..  "
 


أيقنتُ لحظتها , أنَّ خبر المأساوي الذي سمعته في طريق عودتي من راديو الأخبار ، خبر انفجار ساحة المدينة , قرب مدرستك .. هو من أوصلك لهذه الحالة ..
 
كيف يمكنني الآن إقناعك أنه لا ذنب لك بموت طلابك ؟!

و أنَّ وحوش الزمان .. هم المسؤولون .. عن موت الناس .. و ندبتك الزرقاء ..

شهد بكر ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.