مع الأجنحة البيضاء
مع الأجنحة البيضاء تصميم الصورة وفاء المؤذن |
ها هنا نحن .. في مكامٍ مجهول الاسم ، نقيُّ الشعور ..
و لأكون أوضح .. نحن في| العتمة| تماماً ..
رميتُ نفسي بها مجدداً .. لأنقذك ..
لأنقذ أرواحنا .. كما فعلتَ أوّل مرة ..
مجهولي اللطيف ..
ليت قلمي يكفي لأعطي ما بجعبتي من حكاياتٍ و طاقاتٍ .. و صمتٍ ..
مجهولي اللطيف ..
إنَّ حبري يرتعش أمام هول حروف اسمك ، و عظمة فكرك .. و قوة حزنك و يأسك ..
من أين خرجت ؟!
أحقاً من |عالم الخيال| ؟!
حقيقتك المجرّدة و المطلقة لا تسمح لعقلي استيعاب هذا الكمِّ من الوجود ..
حزينٌ يا أنا .. بل محطّمٌ يا أنا ..
مبدعٌ يا أنا .. ساحرٌ يا أنا ..
متناقضٌ يا أنا .. بل .. بل| كونيٌّ| يا أنا ..
كونيٌّ يا مجهولي اللطيف ..
لم تملك القلب و لا العقل و لا حتّى الروح .. أنت لم تملكني .. أنت فقط حررتني ..
من كل شيء .. من اللا شيء . من العالم .. من نفسي ..
من ضياعي .. من فراغي ..
ذات مرة .. ذات مساءٍ كئيب صيفي ..
مرَّ من عالمي .. طيفٌ .. شعاعٌ .. ومضةٌ .. حكايةٌ كاملة .. حقيقيّة ..
و منذ ذلك المساء ، و أنا صقرٌ حرٌّ يعلو في سماءٍ لا حدود لنهايتها ..
و منذ ذلك المساء ، و أنا| ياسمينة |فاح عبقها بين أزّقة الظلام ..
و منذ ذلك المساء ، و أنا أبحث عنك ، و أكتب لك ، و أتمنى و لو للحظة رؤية عيونك الرمادية .. عيونك المحترقة ..
و تحققت أمنيتي لاحقاً ..
وجدتك في وسط قوقعة عتمتك .. وحيداً .. كئيباً .. خائفاً .. مرهقاً .. منطفئاً .. فارغاً ..
ترددتُ .. و كيف لي الدخول لمدينةٍ بالكاد لفظتُ رمقي الأخير حتى استطعت النجاة ؟!
كيف لي العودة إلى مقبرة الموت بعد نعشة الحياة ؟!
لكنني لم أستطع كبح جماح |عاطفتي| ..
أينما كنت واقفاً .. سأقف ..
أينما| كنت مشرقاً |.. سأشرق ..
أينما كنت مظلماً .. سأظلم .. سأظلم .. سأظلم ..
و في هذا الظلام كله ..
سأهبك نجمة سريّة .. تضيء بنا عتمتك .. بل عتمتنا ...
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك