مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/19/2021 11:48:00 ص

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال
تصميم الصورة وفاء المؤذن 



 أنا امرأة أدمن الأفعال .. إدمان الجاهل للمخدرات ..

أمثالك العاطفيين قد يرونني أبثُّ السمَّ في دم أفكاري , فالكلام أحيانا يكفي للتعبير عن أخلاج النفوس ..

و لكن لو كان هذا صحيحاً , لكان أغلب الشعراء صادقين , ,و ما شَهِدنا حالات الفراق و يأس العاشقين ..

أنا امرأة أنثوية في نهاية المطاف , تغريني الكلمات , تغريني الهمسات .. لكن عليها أن تكون صامتة , أن تُلحق بالأفعال و الإيماءات ..


مثلاً ..

إياك أن تقول لي " ستصابين بنزلة برد .. عليك الاهتمام بنفسك أكثر " ..

بل .. اصنع لي أو اشتري لي وشاحاً أو معطفاً من صوفٍ ثقيل , تجعل عروقي تشتعل عشقاً و دفئاً ..

إياك أن تقول لي " شعرك رائع وهو مسترسل و أنيق " ..

بل .. أجلب لي فرشاة شعرٍ ناعمة و رقيقة , تمسدّه كحنان قلبك اللطيف ..


إياك أن تقول لي " أنا معك " ..

بل .. حاوطني دون سجنٍ معلن .. 

إياك أن تقول لي " أعشقك" ..

فهذه الكلمة تثبت لي كذبك المحتّم .. يكفي أن تحتوي أحزاني ..

يكفي أن تلعب مع أفراحي ..

يكفي أن تحّلق في سمائي ..

و لكن .. نعود لنقطة " الجينات الأنثوية " .. لا بأس لو قلتها لي في لحظةٍ رومنسية شاعرية .. 


يا حكيمي .. 

أنا امرأة من المستحيل لها أن تقول " أنا حزينة " .. " قلبي ينشطر من المعاناة " .. 

امرأة تُخفي علقمها بأجوبةٍ سطحيّة ..

و أمراضٍ خفيفة ..

ألم في الرأس .. إن كانت تعابير وجهي تفضحني ..

زكام خفيف و حساسية .. إن كان صوتي يخنقني ..

الجو سيئ و الحرارة كثيفة .. إن كان بركان غضبي سينفجر ..

معدتي تؤلمني و السهر على دراستي أتعبني .. إن كان سواد التفكير و صفاره ظاهرٌ على ملامحي .. 


هذه أنا .. أنثى ذو عقلٍ رجولي .. تأبى الخضوع للفضول و الشفقة .. 



شهد بكر

إرسال تعليق

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.