مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/04/2021 01:54:00 م

               اللحظة الأخيرة .. الأمنية الأخيرة

اللحظة الأخيرة .. الأمنية الأخيرة
اللحظة الأخيرة .. الأمنية الأخيرة
                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن

استلقتْ على فراشها ، أغمضت عيناها .. 

بعد لحظات عبور ذكريات بائسة ..
نهضت من فراشها ، اتصلت بشقيقة روحها ، بدأت بالتحدث ..
تحدثت عن أمور غير مفهومة ، و ألفاظ مبهمة ، و أحداث غير واقعية ..

تحدثت ، و تحدثت ، و تحدثت ..

و ما بين زفرةٍ و أخرى ، و قصةٍ و أخرى .. كانت تعبر عبراتٌ ضيقة .. من مقلتيها الواسعتين ..
تصرخ بهدوء الليل  " سأموت .. لن ينبثق الفجر على مكنونات حياتي " ..
و بعد شهقاتٍ عدّة ، و أنفاس متقطعة ، و وهنٌ طَبَق على صدرها ..
أغلقت المكالمة ، و راحت تدور حول ماضيها ، و تنتقل من غرفةٍ لأخرى في المنزل ، تصعد إلى الشرفة ، تستنشق هواءً نظيف ..
بتدخل إلى رئتيها ، سمومٌ لعينة ، سمومٌ عن قصتها الحزينة ، و انتظارها المجهول ..
قلبها .. قلبها يرتجف ، يتألم .. شيءٌ ما عالقٌ في حلقها .. بل أشياءٌ متشبثةٌ بحلقها ..
عادت إلى فراشها ، و ذلك بعد ثقل حركاتها ، و العدم الشعور بأطرافها ..
قبل النوم .. نظرت إلى سقف صندوقها ،  عاد بها شريط ذكرياتٍ لطيفة .. عن طفولةٍ جميلة ..
و مراهقةٍ شبابية جنونية ..

ابتسمت ..

" لابدَّ لوجود أشياء و أحداث سعيدة تنتظرنا في نهاية المطاف "
بدأت تتحدث إلى نفسها ، بصوتٍ مرتفع ..
" لطالما شعرت أنَّ انتمائي ليس للبشر ..
لطالما حلمت أن أنتمي إلى السماء .. إلى الفضاء .. إلى الكون و المجرة ..
لطما حلمتُ .. ألا تكون حياتي هنا .. بين وحوش الناس .."
و تلاشت بقايا الكلمات ، و بدأت تشهق .. و تشهق .. و تشهق ..
حتى زارتها شهقةٌ أخيرة .. أخذتها إلى آخر ما تمنته .. من أحلامها ..

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.