الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الثاني
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثاني تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
《 كنتم معنا في الجزء السابق هل مستعدون لإكمال القصة ؟!
هيا بنا نغوص بالحروف معاً .. 》
مضى ثلاثة أيام ...
أعارك أفكاري و مشاعري بجدية مطلقة ، لكي أتطرده من عقلي .. من قلبي .. و لربما من روحي ..
لكن لا بأس .. هذا النوع من الألم سيكون أهون من تجاهله و رفضه المقصود ..
و من بعدها ، حاولت قصارى جهدي أن أجعل السمنة تقتحم جسدي النحيل ..
تناولت الكثير من الأطعمة ، و الحلويات أضعاف مضاعفة ..
جلست لساعات طويلة لا أتحرك من مكاني ..
كثفت ساعات نومي ، و لم أنسَ توقيت خمولي الجديد .. الساعة التاسعة عليَّ إطفاء أنوار الغرفة .. و الذهاب لسباتٍ لعين ..
و بعد مرور عام ، باتَ جسدي رياضياً .. حتى أنني حصلت على القليل من الطويل بعد مواظبتي على تمارين قاسية و معينة ....
(( و لكنه لم يلحظ ))
على الرغم من خوفي الشديد و قد يكون مبالغ به ، إلا أنني أجريت عملية جراحية لعيوني ، و تنازلتُ عن جزء أساسي من شخصيتي .. نظارتي الشقيقة ..
(( و لكنه لم يلحظ ))
درستُ بجد ، و أقمتُ دورات عديدة تخص التمريض و الإسعافات الأولية .. على الأقل يصبح لقبي " ممرضة " ..
(( و لكنه لم يلحظ ))
شعري !!
يحب الشعر الطويل ، لكنني أعشقه و هو هكذا ..
قصيرٌ أملس .. كامل النعومة به ، سهل الحركة و التصفيف ..
يعطي للفتاة ميزة خاصة في مكان تواجدها ..
لا .. لن أجعله طويلاً أبداً ..
لكن خلال هذا العام ، كنت أرى عيناه كيف تبرق حال لمح فتاةٍ بشعرها الطويل ..
أصبحتُ أراقبه .. أراقب شعري ..
كيف يطول .. كيف ينهمر انهماراً على جسدي ..
خصلةً خصلة ..
أقف المرآة ..
غالباً تنعدم الرؤية عندي ، لا لشيء ..
فقط لكثافة الدموع العالقة في بؤبؤ عيني ..
انزعجتُ منه كثيراً في أثناء نومي ..
حتى أنني في بعض الأحيان أستيقظ و كأنه حبل مشنقة يلّف حول عنقي ..
و الغريب أنه بعد عامٍ كامل .. لم يلحظ أي شيء من كل هذه التحولات الجذرية .. إلا شعري .. لاحظ !!
علّق باستغرابٍ غريب ، و كأنَّ هذا العام لن نلتقِ مطلقاً :
يا إلهي !! ما هذا الشعر الطويل الجميل !!
كيف جعلته يطول بليلة واحدة !!
و غمزني ممازحاً : أم أنها وصلات اصطناعية ..
ابتسمتُ بقرفٍ واضحٍ على ملامحي ، و قلتُ له بذات طريقته السخرية : لا بل أنت الأعمى ..
ضحك ظناً منه أنني أمزح ، و في المقابل كنت على وشك البكاء ..
و لكنني منعتُ نفسي كي لا ينسف فكرة أنني " فتاة مرحة "
من عقله ..
وحدها هذه الفكرة من كانت تواسيني عندما يحطمني اليأس ..
و أخيراً .. جاء اليوم الموعود .. يوم ميلاده العظيم ..
أحضرت له هدية مميزة ، يضعها في مكتبه ضمن عيادته في المستقبل ..
كنت بكامل الحماس ، و الرغبة ، و النشوة ، و السعادة ..
فاليوم .. هو يوم الاعتراف ..
سأعترف له .. ففي الأشهر الأخيرة ، و بعد كل تغيراتي ، بدأ ينجذب لي ..
و لكن ..
بات هذا اليوم .. قاعاً بلا سقوط .. لهيباً مشتعلاً بلا وقود ..
و ذلك بعد أخباره لي ، أنني لم يأتِ .. فهو سيخرج مع الفتاة التي أخبرني مرة أنها " حقيقةٌ مطلقة " ..
و سيعترف لها بمدى إعجابه بها ..
لا أعلم كيف تمالكت نفسي و أنا أنطق بكلمة " حسناً " ..
و أغلقت المكالمة ، و انفجرت ..
انفجرتُ صراخاً مدوياً على السمع ، و دموعاً كالجمرة على الخد ..
لمَ هي ؟؟!!
لقد فعلت كل ما بوسعي لأكون شخصه المفضل ، لمً ..
لمَ هي و لستُ أنا !!!
《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك