التحليق عالياً .. و السقوط لقاع رمادٍ محترق
التحليق عالياً .. و السقوط لقاع رمادٍ محترق - تصميم االصورة : وفاء المؤذن |
أحببتك زمناً ، دهراً ، عصراً ..
أحببتك بكلِّ الموجودات ، و أقمتُ الحدَّ على المحظورات ..
كنتَ لي العشق الأول ، ومضة الحياة .. مقبرة الوحدة ..
لجنينٍ .. لمراهقٍ .. لم يبصر نوره إلا معك ..
أخبرتني ، و يا ويلاه ماذا أخبرتني ..
من كلامٍ أيقنتُ أنه سيكون سرمدياً طالما أنه يخرج من روحك قبل ثغرك ..
أبسط كلمة قلتها لي " أحبك " .. و ألطفها " أقرأك "
و أعمقها .. " جوهرتي " ..
لاحقاً ..
أكتشفتُ .. و هنا عليَّ أن أوضح .. أنا لم أتغير ..
كل ما حدث بعد " لاحقاً " ..
كان لأنني .. و للأسف .. استوعبت ..
استوعبتُ حقيقة لا مبالاتك تجاهي ..
استوعبتُ أنَّ الأمر كان بالنسبة إليك .. عادي .. طبيعي .. عابر .. يحدث ..
لكن أنا .. أنا ضحية نفسي الغبية ..
كل شيء حدث .. كل شيء وقع .. كانت مرّتي الأولى ..
لم أجربه من قبل ، لا أعلم كيف صنعت لي أجنحةً للطيران في سماء الهوى ..
مبتعدةً عن أرض الألم و قاع الحصى ..
نجماتك المهموسة ، أضاءت حياتي كلها ..
قمرك المنير ، حمل حلمي الثقيل ..
شمسك الساطعة ، زرعت أزهاراً إضافية في بستان قلبي ..
و رسمت شمساً أخرى .. على شفاهي المرتجفة ..
مرتجفة من غدر الزمان و الأيام ..
اشتعل عالمي طاقةً ، انطفأت هواجسي المجتمعية عنوةً ..
حُررت قيودي الحجريّة الفكريّة ، أُطلقت العنان لتحليق حمامتي الفطريّة ..
باتت عروقي تتسابق مع دمي بمجرد النظر إليك .. إلى بؤبؤ عينيك ..
إلى هالتك القادمة من بعيد .. المجتهة نحو عبوديتي لمعالم الشاب الفريد ..
أحببتك .. و تلك الكلمة قليلة جداً ، على العطاء و كينونة الحب التي وهبتها لك ..
حتى أجد نفسي .. أنني ميتةٌ بالحب .. و معه .. و لأجله ..
و أنت ..
أنت أدرتَ ظهرك .. و اختفيت ..
راقبتني .. نظرت إلى هشاشتي .. نفخت رمادي المحترق ..
اختفيت و كأنك لم تفعل شيء .. لم تعش معي أيَّ تفصيل ..
تركتني لوحدي .. و مع وحدي .. و وحدتي ..
انطفأ رويداً رويداً ..
أموت رويداً رويداً ..
تركتني مع كومةٍ من الأسئلة ، جبلٍ من إشارات الاستفهام ، أهمها :
" هل ما حصل .. هل هذه الحكاية .. هي أحلى ما في حياتي ؟!
أم أكثرها بشاعةً و فناء ؟! "
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك