طريقي نحو عالم النضج
طريقي نحو عالم النضج تصميم الصورة رزان الحموي |
منذ طفولتي و أنا شديدة الحساسيّة .. شديدة البكاء ..
نظرة حادة واحدة ، تكفيني لأغرق بالدموع ..
كلمة توبيخ واحدة لم تكن موجهة لي .. تكفيني لأغرق بالدموع ..
حركة عنيفة واحدة تحدث أمامي .. تكفيني لأغرق بالدموع ..
بكاء .. بكاء .. بكاء ..
أينما ذهبت و مهما فعلت .. البكاء يحاوطني .. حتى في لحظات فرحي ..
لا أعلم ممن
ورثتُ هذا الجهاز العصبي الشديد .. بالبكاء ؟!
المهم ..
عندما بدأتْ مرحلة مراهقتي .. و مع تقدّمي بحقبة عمري الأولى ..
بات الأمر معقداً .. تحوّل مصطلح " الشديد " إلى قاعٍ من " الإفراط " ..
إفراط في الدراسة ، في السهر ، في الصداقة ، في الإعجاب ..
و ما بين مرحلة المراهقة و النضوج ..
الوضع يتأزم .. يتأزم كثيراً .. من كلِّ الجهات ..
بات الإفراط لا يتوقف عند حدٍّ معين ، أو ما سبق من الأمور ..
بل أضحى الإفراط في كلِّ شيء .. حرفياً كلَّ شيء ..
إفراطٌ في الانتظار ، في التعلّق ، في| الحب| .. في |العشق| ..
إفراطٌ في| الأمل| ، في اليأس ، في الحزن .. في السعادة ..
إفراطٌ في الجنون ، في اليأس ، في الحزن ، في الألم .. في التناقض ..
و قبل حدوث القفزة الأخيرة ، و الوصول إلى ساحة مرحلةٍ جديدة .. النضج ..
حدثت عاصفة ، تبعتها دوامة .. تبعها الهبوط إلى ما بعد قاع الجحيم ..
أورثتني الأيام دمعة مخفيّة ..
دمعة لا يكون موعدها سوى ليلاً مع الظلام .. و الجمود .. و معي ..
أورثتني الأيام .. قلماً .. قلماً ينبض بحروفٍ جارفة ..
تجرف معها علقم السنوات و آهات النفس المستعدّة للطيران بحريةٍ كالحمامات ..
أورثتني الأيام ..ورقة فارغة .. أنظر إليها ..
ورقة سوداء .. ورقة بيضاء ..
المهم أنَّ حروفها .. شفافة .. غير مرئية ..
يراها القلب .. و يرفضها العقل .. و ما بين الرؤية و الرفض ..
تنهار روحي ..
أورثتني الأيام ..
|قصيدة| ، قطعة نثريّة ، |حكاية| روائيّة ..
تقف كل فاصلة أو نقطة منها ، خلف باب النضج ..
لأصل إليه .. و أفتحه .. متشبثةً بإفراطي .. مع| معشوقي| الجديد .. الصمت ...
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك