الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية
الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
في وسط لعبة قطار الموت ..
لا أعلم سبب تسميته بهذا الاسم ، مع العلم أنها لعبة أطفال !!
على العموم ، قبل أن يعلن الجرس إنذاره للانطلاق ، و بينما الناس كانت تأخذ أماكنها .. نظرتُ إليه ، شعرتُ أنها فرصتي الأخيرة للاعتراف .. أو ربما كان حجةٌ للاعتراف .. المهم ، قلت له بأعينٍ لامعة ، بعد أن كوّمت شجاعة العالم و عشق الكون ، في حضن شفتاي و قلبي :
أتعلم لمَ اخترتك بعد كل سنوات الضياع الماضية ؟!
ضحك ساخراً يحاول تذكيري بمقولتي :
أوليس الحب دون أسباب ؟!
و إن وُجِد الجواب .. فالمشاعر مؤقتة ستزول مع الأسباب ..
أسبابي أبدية .. أنا لا أحبك لأنك لطيف ، أو صادق ، أو جميل ، أو واضح ، أو غني ، أو شهم ، أو بطل ..
إذاً ..
- أنت أعظم بكثير من كل الصفات المذكورة ..
أنت سبب صراعي و سلامي معاً ..
أنت الحياة المختلفة .. وجهٌ آخر لها ..
وجهٌ مفعم بالهدوء و النقاء و الصفاء ..
و صوتٌ يبعث الطمأنينة و الآمان ..
و فكرٌ لا ينازعه أحد .. فكرٌ عميقٌ و نظيف ..
يحاكي الإنسانية دون تطرّفٍ أو عدائية ..
و نفسٌ مكللةٌ بالرضى و التسامح ..
و كأنك ملاكٌ يطير في سمائي .. و يداعب غيومي ..
بلمسته الخاصة الحنونة ..
عشرة أصابع رجولية .. شفتان مغرية ..
و جوفٌ يتوسط وجهك .. كأنه الثقوب العالقة في روحي ..
كأنه النجمة الوحيدة المضيئة في ليلي ..
أشيائك عادية ، اهتمامك عادية ، نمط حياتك عادي ..
هذا هو سحرك .. تجعلني مشرقة دائماً ..
ببساطتك المفقودة .. في أزمانٍ معهودة ..
أخذتُ تنهيدةً جمعت بهل كل حبي و أملي ، ثمَّ قلت :
وحدك فقط .. من حوّل سراب ضوء طريقي الطويل ..
إلى حقيقةٍ مطلقة .. باتت تعيش بين زوايا إمبراطوريتي ..
ظلَّ صامتاً ، و علامات الخجل تنبعث من خدوده .. المشكلة ليست هنا ..
بل بالناس و المسؤول عن اللعبة ..
جميعهم كانوا ينصتون لهذه الكلمات الرومنسية ، و المشهد السنيمائي ..
حتى أنَّ بعضهم كان يتجوّل بناظريه لعله يجد كاميرا التصوير !!
ضحكنا معاً.. من أعماق قلوبنا البيضاء .. على جنوني العشقي , و قال لي :
كنتُ أشك .. لكنني الآن أيقنتُ أنه في حياتك كلها ..
لن تختاري الوقت المناسب لمثل هذه اللحظات .. اللحظات الشاعرية ..
و هذه السرعة الغرامية .. هي عشقي لك .. هي من ستجعل لحياتنا معنى , و لن يقتحمها الإهمال و الأنانية ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك