الطفولة .. مع الحب البريئ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
في التاسع من صيف عمري ..
كنت طفلة دخلت لتوها إلى المرحلة الثالثة من الابتدائية ..
مدرسةٌ جميلة ، كبيرة ، نظيفة ..
لا أريد تسميته " |الحب الأول| " .. و لكنني أحببتُ صديقاً معي في المدرسة ..
كنا نأكل معاً , نلعب معاً , ندرس معاً ..
يأتي ليأخذني من منزلي , و يعيدني إليه , يحميني من إزعاج الفتيان , و غيرة الفتيات ..
يصّفق لي من صميم قلبه في كل مرة آخذ " عشرة " في أي امتحان ,
و عندما تثني عليَّ المعلمة , يكتب على ورقة صغيرة و يرسلها إلى داخل دفتري
" هذه هي صديقتي .. صديقتي وحدي .. "
كان فتى لطيفاً , وسيماً , كريماً ..
أخبرته مرة أنني في حفلة المدرسة سألبس ثوباً أزرقاً ، دائري الشكل .
صرخ في وجهي قائلاً :
لا , ستخرجين كالأميرة به , و خصيصاً عندما تلعبين و تدورين ,
ألا يكفي أنك شمسٌ بشعرك .. أيضاً بفستانك ؟!
لقد كانت هرمونات الشرقية موجودة ضمن عروقه ,
و هرموناتي| الشرقية| أيضاً موجودة ضمن عروقي ,
أجبته برجاءٍ مطلق :
سألبس جوارب طويلة .. أعدك ..
ليجيبني بحزمٍ تام : لا ..
خضعتُ له , كنت أراه المسؤول عني , و من واجبي إطاعة كلامه ..
في الحقيقة كنت غاضبة منه , و حاولتُ ألا أظهر ,
لكنه قرأ مشاعري , فاشترى لي قطعة حلوى , و قلمين رصاص لكلٍّ منا ..
ربّت على كتفي قائلاً :
لا أعلم كيف يمكنني إيصال ما أشعر .. لكن حدث موقف قريب مع والديَّ, و عندما صالح أبي أمي قال لها
" غيرتي المفرطة هي دليل حبي لك ، لذلك لا تنزعجي مني "
ربما هذا شعوري تجاهك .. لذلك| لا تحزني| .. اتفقنا ؟!
هززتُ برأسي مع ابتسامة مشعة بالرضى : اتفقنا ..
لحظتها .. لا أعلم ما الذي تغيّر , لكنه قال لي محمّر الخدّين :
الفستان الدائري .. أريد رؤيته عليك غداً ..
غمرتني سعادة لا حدود لها ,أمسكتُ بيده و قلت له :
أنت شخصي المفضل ..
كنا لا نعي أي شيء عن مصطلحات المشاعر التي أطلقها الناس و العلماء , و لا عن فكر الكبار و معتقداتهم ..
كنا نتكلم و نتعامل مع بعضنا البعض بفطرتنا .. و في حال تقليدنا لهم .. تحدث مشكلة بيننا ..
غريب أليس كذلك ؟!
طفلان لا يفقهان شيء .. يتحدثان ب|الحب |!
سئمت من التبريرات الفردية تجاه أي نوع من العلاقات ..
لمن الصعب تسمية الحب .. و لمن التعقيد أن نطلق عليه لقب أو نوع ..
لربما علماء النفس و التنمية البشرية قسّموه لكي نفهم |مشاعرنا |و لا نقع في مشكلات لاحقاً ..
لكن في بعض الأحيان لا أؤمن بكل هذا العلم .. فالعلم لا يتطابق مع الروحانيات..
أؤمن أنَّ لكل شخص مميز عندنا له مشاعر خاصة داخلنا ..
مشاعر الحب ..
هكذا .. دون أي تقسيم ، أو قيد ..
من الممكن أن تختلف قوة الترابط الروحي , الاتفاق المشترك , طول أمد الشعور .. لكن شخصنا المميز , و مع كل مرحلة عمرية .. هو الحب ..
لذلك .. علينا ألا نتجرّد من الأشخاص , بغض النظر عن النهايات .. يكفي أنَّ مشاعرنا صادقة نحوهم ..
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك