المسؤوليّة هي أمانةٌ إنسانيّة
المسؤوليّة هي أمانةٌ إنسانيّة |
في هذا الزمان الذي وصلنا إليه ..
باتت مفاهيم مغلوطة تعشعش حتى في زوايا عقولنا ..
لا أعلم كيف ظهرت هذه المفاهيم و من اخترعها , لكنَّ الماضي ليس مهماً .. ما يهمُّ هو الحاضر ..
غالبية الناس تبحث اليوم عن استشارات عدة في العلاقات , بغض النظر عن نوع العلاقة ..
و هنا يكمن جوهر الخطأ ..
العلاقات هي أسلوب حياة , تجارب تراكميّة , أنماط شخصية , ليونة نفسيّة ..
لا أقول أننا لسنا بحاجة إلى مدربين يوجهون أفكارنا و يساعدوننا للوصول إلى طريق السلام الداخلي ..
لكنَّ الفكرة , أنَّ بعضنا آخذ بالتأثر سلبياً ..
فمثلاً .. بات مصطلح ال " أنا " .. يعلو في قمم العلاقات ..
حب الذات و تقديسها أمرٌ طبيعي , لكنَّ الإفراط بها سيتحوّل إلى أنانية مزعجة ..
و|الأنانيّة| قد تكون |إيجابيّة| , و قد تكون سلبية .. و لكن مع الأسف .. اليوم أشخاصٌ ندرة من هم قادرون على التمييز ما بين انقسام المصطلح إلى جزأين ..
و الأمر الذي يثير الانزعاج , و يجعل منه مفتاحاً لهذا العتاب على البشريّة كلها ..
" عدم المسؤولية " ..
جميعنا يعمل في مجالات متعددة , من عمر أصغر فرد إلى أكبرنا ..
لكلٍّ منا عمله , بصمته , مكانه الخاص ..
لكن هنالك بعض الأشخاص لأسباب معينة يفرضها المحيط عليهم و على نفسيتهم , يصبحون عديمون المسؤوليّة ..
حسناً .. دعونا نتفق أنَّ هنالك حكايات مجهولة , نجهلها عن بعضنا البعض , لكن نحن الجميع دون أي استثناء .. كل شخص منا يعترض يومياً لخيبةٍ ما , لمشكلةٍ ما .. لمصيبةٍ ما ..
لو انتقمنا بعملنا .. تخيلوا معي حجم الكارثة الوجودية و الإنسانيّة التي ستصلح ..
أوّل و أهم شيء .. لم يعد هنالك داعي لروحنا الفطريّة , ستتحوّل إلى شخصيّة عدائيّة ..
و من بعدها سيهبط العمل إلى القاع .. حتى يندثر ...
الظروف القاهرة لا مهرب منها , علينا المواجهة .. و الاستمرار , و التطلّع نحو الأفضل ..
من الطبيعي جداً أخذ قسط من الراحة , لكن من الغير الطبيعي هو مكوثنا في قوقعة الفراغ .. قوقعة الجمود ..
الآخرين ليسوا عبيداً عندنا , لنا الأحقيّة المطلقة بإفراغ كل خيبتنا و يأسنا و عقدنا فيهم ..
فالتحدّث برسميّة .. لا يعني البتة أن نتعالى بفوقيّة , و نجيب بطريقةٍ مختصرة , أو لا نجيب من الأساس ..
أجل هنالك أمور بحاجة إلى تجاهل .. لكن علينا أن نفصل ..
مشكلتنا كما ذكرتُ في بداية المقال .. أننا نصادق المفاهيم المغلوطة ..
بهدوءٍ و وعٍ مطلق .. لنفتح قلوبنا و عقولنا على أرواحنا و ضمائرنا .. هذه هي الطريقة الوحيدة .. لنرتقي نحو علياء أحلامنا ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك