كأس الفقدان .. ورماد الانتظار
كأس الفقدان .. ورماد الانتظار |
لم اشعر يوماً بأنني واقفة على برِّ الأمان ..
دائماً يوجد |تعب| , يوجد ألم .. يوجد فقد ..
بدأت |حكايتي| مع طفولتي المشوشة ..
كانت والدتي تكره القطط كثيراً , على عكسي تماماً ..
كنتُ ألعب مع قطةٍ لطيفة في حارتي ..
يومياً .. أحضر لها الطعام , نلعب بكرةٍ صغيرة ..
ذات مرة .. بحثتُ عنها .. و لم أجدها ..
بحثتُ في زوايا الطرقات .. و لم أجدها ..
بحثتُ تحت الأشجار و كنت على استعدادٍ تام لحفرها و الوصول إلى جذورها ...
و لكنني .. لم أجدها ..
بقيتُ سنواتٍ و سنوات أتخيلها ...
صوتها لم يفارق مسمعي ..
بكيتُ كثيراً .. كلَّ يوم أضع الطعام لها ، على أمل أن تأتي و تأكله ...
و لكنني .. لم أجدها ..
لاحقاً .. عندما صرتُ في العاشرة من عمري ..
أدركتُ أنَّ الكأس الذي تجرّعته بسبب هذه القطة ..
كان .. كأس |الفقدان| ..
و ذلك بعد .. وفاة والدتي .. بنفس حادث السير ..
أذكر يومها أنني فجرّتُ دماً .. أقصد دمعاً فائضاً بالوجع ..
و عندما كبرت ، و أضحيتُ شابةً يافعة ..
التقيتك ..
ظننتك ملجأي الوحيد ، فارسي الجديد .. ملهمي الفريد ..
عشتُ معك بكثرة المراسيل ، و عشت لك كلَّ التفاصيل ..
أوهمتك برحيلي مراراً و تكراراً .. لكنني .. لن أرحل ..
فأنا أعرف جيداً معنى الفقدان ..
أعي جيداً معنى البحث عن إنسان ..
و أنا .. لا أريد للألم أن يحتلَّ قلبك .. و الفراغ يصلب روحك ..
انتظرتك .. حتى هذه اللحظة .. أنتظر عودتك ..
و أظنَّ .. أنَّ بقايا |الأمل| .. تحولتْ إلى رمادٍ مبعثر ..
عندما كنتُ متماسكة لم تبحث عني ..
أوستبحث الآن عن رمادي ؟!!!
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك