سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات
سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات - تصميم الصورة: وفاء المؤذن |
هنالك تفاصيلٌ للحب ، خاصة ، استثنائية ..
بعيدةً كلَّ البعد عنه .. و لكن أقرب ما يمكن تصنيفها تحت بنده .. أو في الواقع .. عبوديته ...
التقتْ أرواحهما معاً ، أشبه بلقاء الجبال مع الأنهار .. و الحضن الوحيد الجامع لهما .. هي السماء ..
تلك الأرواح بعيدة المسافة ، قريبة الشعور و الفكر .. و العطاء .. و الفجوات ..
نعم .. أحبا بعضهما البعض بسرٍّ مطلقٍ حتى عنهما ..
الذات الحقيقية القابعة بداخلهما .. وحدها من كانت تعرف هذا السر القدسي ..
كانا دائم الهرب من مصطلح " الحب " و ما يخلّفه من ذكرياتٍ مؤلمة .. سواء أكانت سعيدة أم حزينة ..
لأنهما يعرفان جيداً ، أنَّ الحبَّ هو سلسلةٌ كاملة من الهبوط في اللذات..
و أنَّ العشق هو حكايةٌ كاملة يعيش معها ألمٌ غير قابل للتجديد و التحليق مع سرب الحمامات الطليقات ..
أنثى ضعيفة ، هذه هي الصفة التي تلحق الفتاة العاطفية حتى آخر يومٍ من عمرها ..
استسلمتْ لمشاعرها ، و أخبرته بطريقةٍ غير مباشرة عن مكنون قلبها ..
و ذلك بعد أن ارتجف صوتها ، و أُغرقت عيناها بالدموع .. و هي تنظر إليه قالت :
كلما اقترب منك خطوة تبتعد دهراً من الخطوات ، ألهذه الدرجة لا تهتم بأمري ؟!
لم يستطع تمالك أعصاب مشاعره ، ضمّها بقوة القدر الذي أحرق قصتهما :
لا يمكنني الاقتراب .. و إلا سنحترق ..
حاول الابتعاد عنها ، لكن الخيوط الروحية أبت .. فاستنشق عطرٌ ياسمين ، أعاد الحياة لجميع سكان الأرض و العاشقين ..
اختارا معاً ، بإرادةٍ مطلقة ، هذه الليلة فقط .. سيخضعان للقوانين العامة التي قيّدت فكر و عمق علاقتهما .
سيخضعان لحبٍّ عام ..
الآن .. و بعد عشر سنوات من متانة إمبراطورية أرواحهما ..
لكلٍّ منهما حكايته الخاصة ، حياته الخاصة .. البعيدة عن الآخر ..
يلتقيان في ذروة الكون ، و الشفاه مشتعلةٌ شوقاً جاهلياً كثيف الأحلام ..
ليعودا مرةً أخرى ، و يخترقان القوانين .. و ينزفان حنين العائدين ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك