مذكّرة العشق المحترقة
مذكّرة العشق المحترقة - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بعد سنتان على رحيله ..
أرسل لي رسالة الكترونية .. قصيرة الحروف .. باردة الشعور ..
(( لندع الماضي جانباً .. و نبدأ من جديد .. ))
لو كان شخصٌ آخر غيره أرسلها , كنت سأتفهم أنَّ هذه الكلمات القليلة , عبارة عن كم هائل من |المشاعر| .. لكن هو !!
ببساطة .. الأمر أنه اشتاق إلى حبي له .. و الذي لم و لن يجده لو عاش العمر مرتين ..
أجبته برسالةِ بركانٍ منفجر .. يحاول ضبط نفسه لسنتين :
" سأتفلسف قليلاً و أخبرك ماذا فعلتي بي ..
ذات يوم .. اشترينا معاً مذكرة عشقنا الزرقاء ..
رسمنا عليها بعض الياسمين , و كتبنا لحظة سعيدة عبرت فؤادنا ..
كتبنا كريات نجاحنا ..
هدايا عصرنا ..
أول نظرة حدثت بين كياننا ..
أول لقاء .. أول همسة .. أول بسمة .. أول حضنٍ ... أول رعشة .. أول كل شيء حدث بيننا ..
كانت هذه المذكرة .. مملوءة بعدد رهيب من ذكريات الهوى , و لحظات المطر , و أزقة القديمة ..
مملوءة بالسعادة , بالأمل ..بالتطلّع نحو غدٍ أفضل ..
و من ثمَّ ؟!
حسناً , هنا سأفصّل لك مراحل التي عاشتها هذه المذكرة..
بدايةً .. بيدك أنت .. مزّقت صفحات ثمينة , و تركت بعضها للاستمرار ..
و بعدها بفترة .. رميت المذكرة .. مفتوحة الأوراق .. بحيث كل من يعبر بقربها .. يهرس قلبها ..
و لأنك رحيم .. أشفقتَ عليها .. فأخذتها و أحرقتها بكبريت الزمن ..
و الرماد المتبقي .. نفخته بعيداً عنك .. يتناثر بقاياه .. في زوايا الخراب ..
أخبرني الآن ..
كيف ستجمع هذا الرماد ؟!
هل ستجده أصلاً ؟!
و لنفترض أنَّ الجواب عن السؤالين كان " نعم " ..
كيف يمكنك إحياء الرماد و إعادته إلى .. طير الإشراق ؟!! "
ضغطتُ على زر الإرسال .. ثمَّ الحظر ..
و أغلقتُ الهاتف .. و غصتُ في بقايا عالمي .. أرمم ما خلّفه العشق .. و الأيام ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك