مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/03/2021 01:36:00 م

              هذه حكايتها .. هذه حكايتها الرماديّة

هذه حكايتها .. هذه حكايتها الرماديّة
هذه حكايتها .. هذه حكايتها الرماديّة
                                                      تصميم الصورة : وفاء المؤذن

سألها يوماً : و أي نوع من الرجال أطفأك هكذا ؟!

ضحكتْ ساخرة على هذا السؤال : و هل الرجل يطفأ فتاته ؟!

-  حتى في ذروة لحظة ألم الذكريات .. تتفلسفين ؟!

-  أعرف , و هذا يزعج كل من حولي ..

-  لكنني لم أنزعج ..

-  إذاً هذه صفة سلبية تراها بي ..

-  بل هي حالة طبيعية لإنسانةٍ مثلك , كاتبة .. تدمن مخدرات الورق .. و رجفة القلم ..

ابتسمت ابتسامة ً خفيفة , كانت تخاف من تصديق ما تسمعه , فتقع في مصيدة الحب .. مرة أخرى ..

-  لم تجيبي على سؤالي !

-   حكايتي طويلة ..

-  و ما المشكلة ؟! أمام العمر كله لأسمع ..

-  ستمل ..

-   سأشعر ..

-  كبدايةً دعني أقل لك ..

في هذه الحياة .. يخرج شخص أمام منعطفاتك اليومية ..

تنجذب إليه , لحديثه .. لكل ما يحمل في جَعبته من خفايا ..

ترفض الغرق .. و لكنك حتماً .. غرقت به ..

وتمضي الأيام .. تتعلق بتفاصيله .. تعشق رائحته .. يصبح هدفك الوحيد و الاستثنائي .. لعيش الغد .. آملاً أن يبادرلك بنفس المشاعر ..

أخذتْ تنهيدة , ربّت َ على كتفها , و من ثمَّ شعرها , و كأنه يحاول أن يهوّن الثقل على جبل قلبها ..

ثم أكملت :

هنا تماماً .. يضحي الحب ساماً .. يجعلك تعلق في منتصف الأشياء .. منتصف |المشاعر| ..

تتطير بكلمةٍ واحدة .. و تصبح شهيداً بنظرةٍ غاضبة ..

و هكذا .. شيئاً , فشيئاً ..

تنسى قيمتك .. قيمة ذاتك .. قيمة إنسانيتك ..

تحاول مراراً و تكراراً أن تجعله يفهم , أو يشعر بكمية معناتك ..و لكن مع كل محاولة .. يزداد الوضع سوءاً ..

- و من أين حصلت على كل تلك الثقة و القوة للرحيل؟!

-  آه !!!

ماذا سأخبرك .. و بماذا سأخبرك!!

كان يوجد خلف كل نقطة من حروف " |الثقة| " .. فجوة عملاقة و ضخمة من الخوف و التردد ..

الأمر ليس بهذا البساطة , قطعك للحبل الواصل بينك و بين الشخص السام لا يحدث بلحظة .. ستشعر عند اقتراب المقص , و كأنَّ الموت على أبواب درياك الخفية ..

شرحتُ له هذا الكلام كثيراً ..لكنه لم يستجب ..

كنتُ دائمة الهرب من سمّه .. إلى قاعه ..

أختار البقاء وحيداً ضمنه .. على أن أجبر بالعيش وحدي دونه ..

أخذ صوتها يميل للتذبذب .. وضع رأسها على صدره الرجولي .. و أصغتْ لدرسه بدموعها الصامتة :

هذا القلب .. و هذه الروح .. الإنسان العادي لا يمكن له استيعاب كمية هالة طاقتك و إشراقك .. دعيه يندثر من داخلك ما دام هو من فضلَّ الرحيل ..

-  هل تعلم عن ماذا أبحث ؟!

-  قولي لي !!

-  لقد أغلقتُ بإحكامٍ أبواب قلبي , و أوصدتها بحديد القدر ..  

لا أعلم بأي مفتاح دخلت .. لكنني صدقاً ..

أنا لا أبحث و لا في أي زاوية .. عن الحب و العشق ..

بل أبحث عن الطمأنينة .. عن الثبات .. عن الصدق ..

أبحث عن الحياة ..

شهد بكر ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.