نحن نُقتل من محراب أقلامنا
نحن نُقتل من محراب أقلامنا تصميم الصورة وفاء المؤذن |
أغلب الأشخاص تعتقد أنَّ |الكتابة| هي الأداة الوحيدة لتفريغ مكنون الروح بكل مشاعرها ، سواء أكانت إيجابية أم سلبية ..
و مع الأسف ،
الكتّاب بذات أنفسهم يؤمنون بهذا الأمر ..
إلا طفرةٌ قليلة .. تؤمن بالعكس ..
فحينما يبدأ |الكاتب| بتفريغ أخلاجه ضمن |نصٍ أدبي| ، و كتابة
ما بخاطره ، هو فعلياً يمسك السكين ، و يبداً باستحضار جريمة قتل نفسه بنفسه ..
و مع كل حرف ، يتعمّق الجرح أكثر ، و يزداد النزف أعمق ..
و أثناء هذه العمليّة الانتحارية ، نصرخ ألف مرة ، نبكي ألف دمعة .. نموت ألف مرة ..
و حينما نريد إعلان نقطة النهاية ، تخرج السكين المسممة بعد شهقتنا الأخيرة ..
نضع أداة الجريمة جانباً ، نتكأ على طاولة التناقضات .. و دماء الذكريات تنهمر من ندوبٍ فُتحت .. و جروحٍ بليغة نُشطتْ ..
و في اليوم الثاني ، يقرأها أحدهم ،
ليثني بكامل سعادته على ما كُتب ..
دون أن يهتم أو يسال للحقيقة الملغومة |وراء الأسطر| و الحروف ..
سيصفق لنا معتقداً أنه يدعمنا ، و في الواقع هو يدعم حزننا ليزداد و يتكاثر و يبدع ..
و لأننا متواضعون .. علينا رش رصاص الابتسامة على ملامحنا ..
و الانتصاب بفخر مصطنع ، و شكر هذا ال " أحدهم " على إظهاره لصلابتنا و إشراقنا حتى و لو كان النص حزين ، لأنه يعتقد .. أنَّ الحزن .. لا يُترجم ...
و الحقيقة أنه كذلك فعلاً ..
الحزن لا يُترجم .. بل يُمنهج ...
و في نهاية اللقاء السريع ، سنغادر بخيبةٍ جديدة ، معلنين انسحابنا مع التربيت على كتفه .. و اصطحاب هشاشة كياننا ..
و التجوّل في طرقات علقمنا ، سعادتنا الضائعة .. أماني مجرتنا ..
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك