مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/12/2021 02:24:00 م

نحن نُقتل من محراب أقلامنا 

نحن نُقتل من محراب أقلامنا
نحن نُقتل من محراب أقلامنا 
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


 أغلب الأشخاص تعتقد أنَّ |الكتابة| هي الأداة الوحيدة لتفريغ مكنون الروح بكل مشاعرها ، سواء أكانت إيجابية أم سلبية ..

و مع الأسف ، 

الكتّاب بذات أنفسهم يؤمنون بهذا الأمر ..

إلا طفرةٌ قليلة .. تؤمن بالعكس ..


فحينما يبدأ |الكاتب| بتفريغ أخلاجه ضمن |نصٍ أدبي| ، و كتابة 

ما بخاطره ، هو فعلياً يمسك السكين ، و يبداً باستحضار جريمة قتل نفسه بنفسه ..

و مع كل حرف ، يتعمّق الجرح أكثر ، و يزداد النزف أعمق ..

و أثناء هذه العمليّة الانتحارية ، نصرخ ألف مرة ، نبكي ألف دمعة .. نموت ألف مرة ..

و حينما نريد إعلان نقطة النهاية ، تخرج السكين المسممة بعد شهقتنا الأخيرة ..

نضع أداة الجريمة جانباً ، نتكأ على طاولة التناقضات .. و دماء الذكريات تنهمر من ندوبٍ فُتحت .. و جروحٍ بليغة نُشطتْ ..

و في اليوم الثاني ، يقرأها أحدهم  ،

 ليثني بكامل سعادته على ما كُتب ..

دون أن يهتم أو يسال للحقيقة الملغومة |وراء الأسطر| و الحروف ..

سيصفق لنا معتقداً أنه يدعمنا ، و في الواقع هو يدعم حزننا ليزداد و يتكاثر و يبدع ..

و لأننا متواضعون .. علينا رش رصاص الابتسامة على ملامحنا .. 

و الانتصاب بفخر مصطنع ، و شكر هذا ال " أحدهم " على إظهاره لصلابتنا و إشراقنا حتى و لو كان النص حزين ، لأنه يعتقد .. أنَّ الحزن .. لا يُترجم ...

و الحقيقة أنه كذلك فعلاً ..

 الحزن لا يُترجم .. بل يُمنهج  ...


و في نهاية اللقاء السريع ، سنغادر بخيبةٍ جديدة ، معلنين انسحابنا مع التربيت على كتفه .. و اصطحاب هشاشة كياننا ..


و التجوّل في طرقات علقمنا ، سعادتنا الضائعة .. أماني مجرتنا ..



شهد بكر

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.